Archive
Home Page
leftmenu2

 

رقم

الرئيس بوش: سنقوم بما هو ضروري وننفق ما هو ضروري للانتصار في العراق

(نص خطابه الكامل، 7 أيلول/سبتمبر 2003)

 

واشنطن، 7 أيلول/سبتمبر – تعهد الرئيس بوش بأن تقوم الولايات المتحدة بكل ما هو ضروري وبإنفاق ما هو ضروري من اجل إنجاز المهمة وتحقيق النصر في العراق. وقال الرئيس الأميركي، الذي كان يتحدث في خطاب متلفز وجهه إلى الشعب الأميركي عشية حلول الذكرى الثانية لهجمات 11 سبتمبر الإرهابية وتواصل الحرب على الإرهاب في أفغانستان والعراق، إن الانتصار في الحرب على الإرهاب في أفغانستان والعراق مهم للشرق الأوسط وللعالم كله. وإذ تحدث عن الهجمات الإرهابية في العراق، فإنه حدد ثلاثة أهداف رئيسية للاستراتيجية الأميركية أبرزها مساعدة العراقيين على الدفاع عن أنفسهم وعن مستقبلهم.

وقال الرئيس بوش إن الإرهابيين ظلوا "يهاجمون الأبرياء في الشرق الأوسط وخارجه على مدى جيل قبل الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001، من دون رد جدي مستديم. ولذا أصبح الإرهابيون مقتنعين بأن الدول الحرة ضعيفة ومتفسخة." غير أنه قال إن "أميركا اتخذت منعطفا مختلفا منذ أطفأت نيران 11 أيلول/سبتمبر ونعت موتاها وذهبت إلى الحرب. فقد نقلنا المعركة إلى ساحة العدو، وها نحن نصد خطر الإرهاب على الحضارة، ولا نتصدى لتأثيراته الجانبية، بل إننا نضرب قلب قوته."

وأضاف بوش: "الشرق الأوسط أمام أمرين، فإما أن يصبح مكانا للتقدم والسلام، وإما أن يكون مصدّرا للعنف والإرهاب الذي يزهق المزيد من الأرواح في أميركا وغيرها من الدول الحرة." وشدد على أن "انتصار الديمقراطية والتسامح في العراق وفي أفغانستان وغيرهما سيشكل نكسة كبرى للإرهاب الدولي." وقال إن "الإرهاب يترعرع بتأييد وعون من الطغاة ويتغذى على استياء الشعوب المقهورة. وعندما يسقط الطغاة ويُخلي الاستياء السبيل أمام الأمل، يرفض الرجال والنساء من كل مشرب ثقافي عقيدة الإرهاب ويتحولون نحو السعي من أجل السلام. وحيثما ترسّخ الحرية أقدامها ينحسر الإرهاب."

          وتحدث الرئيس الأميركي عن الهجمات الإرهابية التي تشن ضد قوات التحالف وجهات أخرى، بما فيها جهات دولية وزعامات دينية بارزة في العراق، قائلا إن هذه الأعمال لن تدفع أميركا إلى التقهقر. وقال: "وراء هذه الهجمات أكثر من الغضب الأعمى. فلدى الإرهابيين هدف استراتيجي، اذ يبغون ان نغادر العراق قبل ان نفرغ من عملنا.  وهم يريدون زعزعة إرادة العالم المتحضّر. وفي الماضي ضرب الإرهابيون المثل ببيروت والصومال، زاعمين انهم اذا الحقوا أذى بالأميركيين فإننا سنرتد عن مواجهة التحدي.  لكن، في هذا هم مخطئون."

وحدد الرئيس استراتيجية أميركية من ثلاثة أهداف في العراق، قائلا إن هذه الأهداف تتمثل في (1) القضاء على الإرهابيين، (2) استقطاب دعم أمم أخرى من أجل عراق حر، و(3) مساعدة العراقيين على تولي المسؤولية عن الدفاع عن أنفسهم وعن مستقبلهم بالذات.

وفي ما يلي نص الخطاب الكامل:

(بداية النص)

مساء الخير. لقد طلبت التحدث إليكم في هذا الوقت كي أطلعكم على الإجراءات التي تقوم بها أميركا في الحرب على الإرهاب.

بدأنا على أثر الهجمات القاتلة على بلدنا منذ سنتين حملة منظمة ضد الإرهاب. وقد كانت تلك الشهور فترة من تحمل مسؤوليات جديدة وتضحيات وتصميم وطني وتقدم كبير.

وقد بدأت أميركا مع تحالف عريض إجراءاتها في أفغانستان أولا بتدمير معسكرات التدريب على الإرهاب وإزالة النظام الذي رعى القاعدة. وقد تم، من خلال سلسلة من الغارات والعمليات في أرجاء مختلفة من العالم، القضاء على ثلثي قادة القاعدة المعروفين، إما باعتقالهم أو بقتلهم، وما زلنا في أثر القاعدة نتعقبها. وقد تمكنا من الكشف عن واجهات الإرهاب واستولينا على حسابات الإرهاب، واتخذنا تدابير جديدة لحماية وطننا، واكتشفنا الخلايا الراقدة في داخل الولايات المتحدة. واتخذنا تدابير في العراق حيث رعى النظام الإرهاب وامتلك أسلحة التدمير الشامل واستخدمها وتحدى مطالب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على مدى اثني عشر عاما. وقد قام تحالفنا بتنفيذ هذه المطالب في واحدة من أسرع وأكثر الحملات العسكرية إنسانية في التاريخ.

لقد ظل الإرهابيون وحلفاؤهم المتطرفون يهاجمون الأبرياء في الشرق الأوسط وخارجه على مدى جيل قبل الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001، من دون رد جدي مستديم. ولذا أصبح الإرهابيون مقتنعين بأن الدول الحرة ضعيفة ومتفسخة. ثم ازدادوا جرأة معتقدين أن التاريخ أصبح في جانبهم. إلا أن أميركا اتخذت منعطفا مختلفا منذ أطفأت نيران 11 أيلول/سبتمبر ونعت موتاها وذهبت إلى الحرب. فقد نقلنا المعركة إلى ساحة العدو، وها نحن نصد خطر الإرهاب على الحضارة، ولا نتصدى لتأثيراته الجانبية، بل إننا نضرب قلب قوته.

إن العمل متواصل. ففي العراق نساعد الشعب، الذي طالما قاسى المعاناة في ذلك البلد، في بناء مجتمع لائق وديمقراطي في قلب الشرق الأوسط. وإننا نعمل معا على تحويل ما كان مقرا لغرف التعذيب والقبور الجماعية إلى بلد صاحب قوانين ومؤسسات حرة. إن هذا العمل صعب ومكلف، لكن فعله لائق ببلدنا وهام بالنسبة لأمننا.

الشرق الأوسط أمام أمرين، فإما أن يصبح مكانا للتقدم والسلام، وإما أن يكون مصدّرا للعنف والإرهاب الذي يزهق المزيد من الأرواح في أميركا وغيرها من الدول الحرة. ولذا فإن انتصار الديمقراطية والتسامح في العراق وفي أفغانستان وغيرهما سيشكل نكسة كبرى للإرهاب الدولي. فالإرهاب يترعرع بتأييد وعون من الطغاة ويتغذى على استياء الشعوب المقهورة. وعندما يسقط الطغاة ويُخلي الاستياء السبيل أمام الأمل، يرفض الرجال والنساء من كل مشرب ثقافي عقيدة الإرهاب ويتحولون نحو السعي من أجل السلام. وحيثما ترسّخ الحرية أقدامها ينحسر الإرهاب.

إن أعداءنا يدركون هذا. وهم يعلمون أن عراقا حرا سيكون متحررا منهم، متحررا من الاغتيالات والتعذيب والشرطة السرية . هم يعلمون أن ارتفاع علم الديمقراطية في العراق يطيح بكل طموحاتهم البغيضة كما أطيح بتماثيل الدكتاتور السابق. ولهذا السبب، وبعد خمسة شهور من تحرير العراق، تحاول زمرة يائسة من القتلة تقويض التقدم الذي أحرزه العراق وزج البلاد في فوضى.

إن بعض من يشنون الهجمات أعضاء سابقون في  نظام صدام الذي هرب من ساحة المعركة ويقاتل الآن من خلف الستار. وإن بعض المقاتلين هم من الإرهابيين الأجانب الذين قدموا إلى العراق ليواصلوا حربهم ضد أميركا والدول الحرة الأخرى. وإننا إذ لا نستطيع الجزم بمدى ارتباط عمل هذه الجماعات ببعضه البعض، فإننا نعلم أن لها هدفا مشتركا وهو إعادة العراق إلى الطغيان.

وينشط معظم هؤلاء القتلة، وليس كلهم، في منطقة واحدة من البلاد. فالهجمات التي سمعتم بها وقرأتم عنها خلال الأسابيع القليلة الماضية حدثت في الغالب في الإقليم الأوسط من العراق الواقع بين بغداد وتكريت، المعقل السابق لصدام حسين. أما شمال العراق فمستقر عموما وماض قدما في الإعمار وحكم نفسه بنفسه. والاتجاهات ذاتها ملحوظة في الجنوب رغم الهجمات الأخيرة التي شنتها الجماعات الإرهابية.

وعلى الرغم من أن الهجمات التي يشنها الإرهابيون والموالون لصدام محلية فقد تسببت في ضرر كبير. فقد نصبوا كمائن للجنود الأميركيين والبريطانيين حماة الحرية والنظام. وقتلوا موظفي الأمم المتحدة المدنيين الذين يمثلون عطف العالم وكرمه. وقد فجروا السفارة الأردنية التي هي رمز لبلد عربي مسالم. وفي الأسبوع الماضي قتلوا رجل دين محترما مع أكثر من مئة من المصلين المسلمين بتفجير مكان مقدس ورمز لتعاليم الإسلام السلمية.     

          هذا العنف ليس موجها ضد تحالفنا فقط، بل ضد أي فرد في العراق يؤيد العيش اللائق والحرية والتقدم.

          ووراء هذه الهجمات أكثر من الغضب الأعمى.  فلدى الإرهابيين هدف استراتيجي، اذ يبغون ان نغادر العراق قبل ان نفرغ من عملنا.  وهم يريدون زعزعة إرداة العالم المتحضّر. وفي الماضي ضرب الإرهابيون المثل ببيروت والصومال، زاعمين انهم اذا الحقوا أذى بالأميركيين فاننا سنرتد عن مواجهة التحدي.  لكن، في هذا هم مخطئون.

          قبل عامين، أبلغت الكونغرس والبلاد أن الحرب على الإرهاب ستكون حربا طويلة، بل حربا من نوع مختلف، تشن على جبهات عديدة في اماكن عديدة.  والآن، فان العراق هو الجبهة المركزية.  وأعداء الحرية يحاولون الصمود صمودا يائسا هناك، وهناك تجب هزيمتهم. وهذا سيستلزم وقتا وسيقتضي تضحيات. لكن، سنقوم بما هو ضروري. وسننفق ما هو ضروري، لتحقيق هذا النصر الضروري في الحرب على الإرهاب، وللترويج للحرية، ولجعل أمتنا أكثر أمانا.

          وقد قامت أميركا بهذا النوع من العمل من قبل. فعقب الحرب العالمية الثانية، انتشلنا الأمتين اليابانية والألمانية المهزومتين، ووقفنا معهما فيما كانتا تبنيان حكومتيهما الممثلتين للشعب.  وقد تعهدنا بالموارد والوقت لهذه القضية.  وقد استعدنا نفقات ذلك المجهود مرات عديدة خلال ثلاثة أجيال من الصداقة والسلم.  واليوم تقبل أميركا بالتحدي الماثل في مساعدة الشعب العراقي بهذه الروحية نفسها -- من أجله ومن أجلنا نحن.

          إن لاستراتيجيتنا في العراق ثلاثة اهداف. (1) القضاء على الإرهابيين، (2) استقطاب دعم أمم أخرى من أجل عراق حر، و(3) مساعدة العراقيين على تولي المسؤولية عن الدفاع عن أنفسهم وعن مستقبلهم بالذات.

          أولا، سنتخذ اجراء مباشرا ضد الإرهابيين في المسرح العراقي وهو السبيل الأضمن لإحباط هجمات على قوات التحالف والشعب العراقي في المستقبل. وسنبقى في موقع هجومي موجهين ضربات دقيقة ضد أهداف العدو، مسترشدين بصورة متزايدة باستخبارات تقدم الينا من قبل مواطنين عراقيين.  ومنذ نهاية العمليات الحربية الرئيسية، قمنا بمداهمات، فاستولينا على مخابئ أسلحة كثيرة للعدو وكميات هائلة من الذخائر، وقبضنا او قضينا على مئات من أنصار وارهابيي صدام. وحتى الآن، ومن أصل الزعماء العراقيين الخمسة والخمسين في قائمة المطلوبين، فان اثني واربعين منهم هم في عداد القتلى او المعتقلين. ونحن انما نبعث برسالة جلية مفادها أن أي فرد يسعى لايذاء جنودنا يجب ان يتيقن ان جنودنا يطاردونه.

          ثانيا، اننا ملتزمون بتوسيع التعاون الدولي في إعادة إعمار العراق وأمنه، كما هو الحال تجاه أفغانستان. وقد أفادني قوادنا العسكريون في العراق ان العدد الحالي للقوات الأميركية، وقوامه 130 الف عسكري، هو عدد مناسب لمهمتهم.   وقد انضم اليهم 20 الف جندي من 29 بلدا. وتعمل فرقتان متعددتا الجنسيات، يقودهما البريطانيون والبولنديون، الى جانب قواتنا.  ومن أجل تقاسم العبء بصورة أرحب طلب قوادنا استقدام فرقة متعددة الجنسيات ثالثة للخدمة في العراق.

          وقد طلب عدد من البلدان تفويضا واضحا من مجلس الأمن الدولي قبل ان يتعهد بارسال قواته الى العراق.  وقد اوعزت الى وزير الخارجية كولن باول بان يطرح قرارا جديدا  في مجلس الأمن، يفوض انشاء قوة متعددة الجنسيات في العراق تقودها أميركا.

          اني أسلّم انه لم يوافق جميع اصدقائنا على قراراتنا في السابق بتنفيذ قرارات مجلس الأمن واطاحة صدام حسين من السلطة.  لكن لا يمكن ان ندع خلافات سابقة ان تعرقل مهامنا الحالية.  فالإرهابيون في العراق هاجموا ممثلي العالم المتحضر، ومناهضتهم يجب ان تكون قضية العالم المتحضر.  وامام أعضاء الأمم المتحدة الآن فرصة، بل مسؤولية، بممارسة دور أرحب لضمان ان العراق سيصبح بلدا حرا وديمقراطيا.

          ثالثا، اننا نشجع الانتقال المنظم للسيادة والسلطة الى الشعب العراقي.  فقد جاء تحالفنا الى العراق كقوة تحرير وسنغادر كمحررين.  وحاليا بات لدى العراق مجلس حكمه الخاص الذي يتألف من 25 زعيما يمثلون شعب العراق المتنوع. ومؤخرا عين مجلس الحكم وزراء ليديروا شؤون الوزارات.  وحاليا لدى نسبة 90 في المئة من البلدات والمدن مجالس محلية عاملة، تقوم باعادة الخدمات الأساسية.  كما اننا نساعد في تدريب قوات دفاع مدني للحفاظ على النظام، وقوة شرطة عراقية لتنفيذ القانون، وقوة لحماية المنشآت، وحرس حدود عراقي للمساعدة في اشاعة أمن الحدود، وجيش عراقي جديد.  وفي كل هذه المهام يشارك حوالي 60 الف مواطن عراقي مسلح يذودون عن أمن بلادهم بالذات. كما نقوم بتسريع خطى تدريب المزيد منهم.

العراق مستعد لاتخاذ الخطوات التالية نحو الحكم الذاتي. فمشروع القرار الذي قدمناه في مجلس الأمن سيشجع مجلس الحكم العراقي على تقديم خطة وجدول زمني لصياغة دستور، وإجراء انتخابات حرة. لقد أعربت منذ البداية عن الثقة بقدرة الشعب العراقي على حكم نفسه بنفسه. و يجب عليهم الآن أن ينهضوا ليتحملوا المسؤوليات التي يتحملها شعب حر وأن يصونوا النعم التي حققتها لهم حريتهم.

          إن استراتيجيتنا في العراق تتطلب موارد جديدة. فقد أجرينا تقييما شاملا لاحتياجاتنا العسكرية وإعادة الإعمار في العراق وأفغانستان أيضا. وسأقدم قريبا إلى الكونغرس طلبا بقيمة 87 بليون دولار. ويغطي هذا الطلب تكاليف العمليات العسكرية وعمليات المخابرات المستمرة في العراق وأفغانستان وأماكن أخرى، ونتوقع أن تبلغ تكاليفها 66 بليون دولار خلال السنة التالية. وسيدعم طلب الميزانية هذا التزامنا بمساعدة الشعب العراقي والشعب الأفغاني لإعادة بناء دولتيهما، بعد عقود من القمع وسوء الإدارة. وسنوفر أموالا لمساعدة الشعبين في تحسين الأمن. وسنساعدهما في استعادة الخدمات الأساسية، كالكهرباء والمياه، وبناء المدارس والطرق والعيادات الطبية الجديدة. وهذا الجهد شرط أساسي لاستقرار هاتين الدولتين، وتبعا لذلك لأمننا. وسندعم جنودنا الآن وفي المستقبل، وسنحافظ على تعهدنا لأكثر من خمسين مليون نسمة في أفغانستان والعراق.

          وسيجتمع وزير الخارجية باول، في وقت لاحق هذا الشهر، مع ممثلي عدة دول لبحث مساهماتها المالية في إعادة إعمار أفغانستان. وسيعقد، الشهر القادم، مؤتمر مماثلا لتمويل إعادة إعمار العراق. إن أوروبا واليابان ودولا أخرى في الشرق الأوسط ستُفيد من نجاح الحرية في هاتين الدولتين، ويجب عليها أن تساهم في هذا النجاح.

          إن شعب العراق يخرج الآن من محنة طويلة. وبالنسبة إليه، لن تكون هناك عودة إلى أيام الدكتاتور، ولا إلى أشكال الشقاء والمهانة التي ابتلي بها ذلك البلد الطيب. ولن تكون هناك، بالنسبة إلى الشرق الأوسط والعالم، عودة إلى أيام الخوف، حينما كان طاغية وحشي عدواني يمتلك أسلحة مرعبة. ولن تكون هناك، بالنسبة إلى أميركا، عودة إلى الفترة التي سبقت 11 أيلول/سبتمبر 2001، أي إلى الاطمئنان الخادع في عالم خطر. لقد عرفنا أن هجمات الإرهابيين لا يسببها استخدام القوة، بل تغري بها ملاحظة الضعف. وأنجع الطرق لتفادي الهجمات على شعبنا هي مقاتلة العدو حيث يعيش ويخطط. ونحن نحارب هذا العدو في العراق وأفغانستان اليوم، حتى لا نجابهه مرة ثانية في شوارعنا وفي مدننا.

          إن أثقل الأعباء في حربنا على الإرهاب تقع، كما هو الحال دائما، على جنود ومجندات قواتنا المسلحة وعلى دوائر مخابراتنا. لقد أزالوا التهديدات التي تجمعت ضد أميركا وأصدقائنا، وإن هذه الأمة تفخر بإنجازاتهم الرائعة. إننا ممتنون لمهارتهم وشجاعتهم ولتصرفاتهم الأخلاقية التي أظهرت خصائص أميركا للعالم. إننا نكرم تضحيات أسرهم. ونأسى لكل أميركي مات شجاعا بعيدا عن وطنه.

          إن الأميركيين الذين يتحملون مخاطر كبيرة في الخارج يتفهمون القضية الكبيرة التي يعملون من أجلها . وقد تلقيت منذ فترة ليست بالبعيدة رسالة من ضابط برتبة كابتن من الفرقة الثالثة مشاة ببغداد. لقد تحدث عن اعتزازه بأنه يخدم قضية عادلة وعن رغبة العراقيين العميقة في الحرية. قال: "إني أراها في عيون أناس جياع كل يوم هنا. إنهم يتوقون للحرية ولإتاحة الفرص لهم." واختتم رسالته قائلا: فكرت في أنك تود أن تتلقى رسالة من "الخطوط الأمامية لجبهة الحرية." إن ذلك الكابتن، وجميع جنودنا ومجنداتنا في القوات المسلحة الذين يخوضون الحرب على الإرهاب، يقفون على الخطوط الأمامية لجبهة الحرية. وأريد أن يعرف كل واحد منهم: أن بلدك يشكرك وأن بلدك يدعمك.

إخواني المواطنون: لقد اختُبرنا في الشهور الأربعة والعشرين الماضية، ولم يتم تخطّي الأخطار . ومع ذلك يستجيب الأميركيون بشجاعة وثقة. إننا نقبل واجبات جيلنا. فنحن ناشطون ومصممون على الدفاع عن أنفسنا. إننا نخدم قضية الحرية، وهي قضية البشرية جمعاء.

          شكرا لكم وليبارك الله أميركا. 

 (نهاية النص)

(تصدر نشرة واشنطن عن مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأميركية، وعنوانه على شبكة الويب: http://usinfo.state.gov)

****