ل. بول بريمر

المدير الاداري لسلطة الائتلاف المؤقتة

خطاب موجه الى الشعب العراقي حول العدالة يذاع في 14 تشرين الثاني 2003

 

رمضان مبارك

 

لقد تحدثت دائما عن مستقبلكم مفعم بالامل ، يجب ان يتضمن هذا المستقبل الامل بالعدالة. امل العدالة في داخلنا جميعا.ً

 

وفي بلد مثل العراق الذي عرف الكثير من الظلم ، ياخذ التطلع الى العدالة اهمية خاصة وملحة .

 

اليوم تاخذ العدالة مجراها في العراق .

 

ليس الانتقام بل العدالة .

 

ان القضاة العراقيين ، يعملون بصورة مستقلة عن الائتلاف وعن مجلس الحكم ويطبقون العدالة المبنية استنادا الى القانون الحقائق.

 

وتنظر محكمة الجنايات الكبرى في الدعاوى الخطرة وهي تعمل الان .

 

اليكم عدد من القضايا المنظورة امام محكمة الجنايات الكبرى .

 

أبقيت اسعار الوقود العراقي بمستوى ادنى من سعر السوق العالمي. وحتى التحرير فان بعض الاشخاص كانوا يبيعون الوقود العراقي خارج العراق. كان ذلك مخالفاً للقانون ولكن ذلك لم يكن يشكل مشكلة لاصدقاء النظام. كانت العدالة مقصورة على الخواص القلائل  وليس المواطن العادي .

 

لقد ذهبت تلك الايام .  وقد استولت القوات البحرية التابعة للائتلاف على الباخرة التجارية نافاستار وهي تحمل (3500) طن من الوقود وكانت متوجهة الى الخارج . لقد كانوا يخططون لبيع هذا الوقود في بلد آخر. وقد قامت قوات التحالف بأحالة الكابتن مايكولا مازرنكو ومساعده الاول ايفان سوسيجنكو الى محكمة الجنايات الكبرى في العراق .

 

لقد ادانتهما المحكمة ، لذلك فان الباخرة نافاستار وحمولتها من الوقود قد اصبحت الان ملكاً لحكومتكم . ويقضي هذان المجرمان الان فترة حكم في السجن امدها سبع سنوات وينبغي عليهما دفع غرامة قدرها 3.500 مليون ديناراً منهما . واذا لم يكن بمقدورهما دفع تلك الغرامة فيجب عليهما قضاء فترة عشر سنوات في السجن بدلا من سبعة.

 

عندما كان ابو منعم محافظاً للنجف. زج بالعديد من العراقيين بالسجن بدون اي سبب قانوني ، كان شخصاً يتسم بالفساد المالي ، وقام باتلاف وثائق رسمية لاخفاء جرائم اخرى .

 

ابو منعم الان في السجن فقد حكمت عليه محكمة الجنايات الكبرى بالسجن لمدة اربعة عشر عاماً وذلك لقيامه بسجن اشخاص بصورة غير قانونية وممارسته الفساد وتدمير الوثائق الحكومية .

 

القي القبض على ثلاثة رجال قبل بضعة اشهر في شاحنة تحمل علامات الهلال الاحمر متظاهرين بانهم يقومون بتسليم توريدات اغاثة ، لكن الشاحنة لم تكن اية علاقة توريدات اغاثة انما كانت تحتوي على 500 قذيفة من نوع ار بي جي .ان هؤلاء الاشخاص الثلاثة يواجهون الان تهم يمكن ان تؤدي الى سجنهم لسنوات طويلة .

 

وهناك محاكمات مهمة اخرى ستعرض على محكمة الجنايات الكبرى العراقية في غضون الاسابيع القليلة القادمة .

 

ينتظر اثنا عشر شخصاً محاكمتهم بتهمة اغتيالهم مجيد الخوئي وشخصين اخرين ويواجه المتهمون الحد الاقصى من العقوبات وهي الحبس المؤبد .

 

ان محكمة الجنايات الكبرى في العراق تحقق العدالة .

 

أن محكمة الجنايات الكبرى ليست هي فقط المصدر الوحيد للعدالة في العراق، بل يوجد هناك اكثر من 600 قاضي عراقي يرئسون 500 محكمة عراقية تقريباً

 

ومنذ هروب الشرير فان اكثر من 300 قضية قد تمت محاكمتها وان سرعة العمليات القضائية في  تزايد مستمر .

 

انكم تعلمون ، كما نعلم نحن جميعا، انه مازال امامنا الكثير من العمل  وانتم تبنون مستقبلكم المفعم بالامل ، ولكن في السعي لتحقيق العدالة، كما هو الحال بالنسبة للكهرباء وامور اخرى، هناك تقدم حقيقي.

 

سيستمر هذا التقدم وستكون هناك مصاعب ، وستكون هناك مصاعب لان اولئك الذين لايشاركونكم في املكم في المستقبل يحاولون كل يوم منع التقدم .وفي بعض الايام قد يحدثون انتكاسات .

 

لكنهم يحاربون ضد مستقبلكم الملئ بالامل الا انهم سيفشلون .

 

انتم، الملايين والملايين من العراقيين الذين يريدون انتخابات حرة ونزيهة وتريدون عدالة حقيقية ستنجحون .

 

 ان المفسدين سيواجهون العدالة في محاكم عراقية امينة ومنصفة ومن قبل قضاة عراقيين امناء ومنصفين .

 

ان مستقبلكم المفعم بالامل ملئ بالعدالة .

 

مبروك العراق الجديد .

 

رمضان مبارك .