|
البيت
الأبيض الرئيس: أسعدتم صباحا. شنّ الإرهابيون هذا الأسبوع سلسلة من الهجمات في العراق. وشملت أهدافهم مراكز الشرطة في بغداد والفلوجة ومقر الصليب الأحمر الدولي ومقر سكن سلطة التحالف المؤقتة في بغداد. وكان معظم الضحايا من العراقيين العاملين على بناء واستعادة النظام في بلدهم، ومن مواطني دول أخرى يؤدون مهمات إنسانية خالصة. إن بعض القتلة الذين قاموا بهذه الهجمات هم من الموالين لنظام صدام الذين يسعون إلى استعادة السلطة ويرفضون الحريات الجديدة في العراق. وهناك بينهم آخرون أجانب ممن قدموا إلى العراق لنشر الرعب والفوضى والحيلولة دون قيام ديمقراطية ناجحة في صميم الشرق الأوسط. ربما تكون لهؤلاء أهداف بعيدة المدى لكنهم يشتركون في تطبيق استراتيجية قصيرة المدى وهي تخويف الشعب العراقي وصرفه عن إقامة حكم حر، والتسبب في هروب أميركا وحلفائنا من أداء واجباتنا. فهم يعلمون أن عراقا حرا سيكون حرا منهم ومتحررا من الخوف الذي انتعشت عليه العقائد الإرهابية. لقد تزايد اعتقاد الإرهابيين خلال العقود الأخيرة من الزمن بأنهم إذا وجهوا لأميركا ضربات قوية كما فعلوا في لبنان والصومال، فإن أميركا ستتراجع وتنسحب. وكان أحد الإرهابيين قد صرح قبل خمس سنوات بأن هجوما واحدا سيجعل الولايات المتحدة تهرب خلال أربع وعشرين ساعة. وهم بذلك فهموا درسهم خطأ. فإن الولايات المتحدة ستنجزمهمتها في العراق لأن تركها العراق قبل الأوان سيشجع الإرهابيين ويزيد خطرهم على أميركا. ولذا فنحن مصممون على البقاء وعلى خوض الحرب والفوز. إن الإرهابيين والبعثيين الموالين للنظام القديم سيفشلون لأن لأميركا وحلفائنا استراتيجية، وهي استراتيجية ناجحة. وهي أولا، نحن ننقل هذه الحرب إلى ساحة العدو بشن الغارات ومصادرة الأسلحة والأموال وتقديم القتلة للعدالة. وأحد الأمثلة على ذلك هو عملية االتركيز العريشي (Focus Ivy) التي تشمل شن سلسلة من الغارات الهجومية من قبل الفرقة الرابعة من مشاة الجيش، والتي أسفرت خلال فترة أكثر من شهر عن اعتقال أكثر من مائة شخص من أعضاء النظام السابق. وتمكن جنود الفرقة في عمليات أخرى من مصادرة مئات قطع السلاح وآلاف طلقات الذخيرة والمتفجرات ومئات آلاف الدولارات التي يعتقد بأنها تستخدم لتمويل العمليات الإرهابية. ثانيا، نحن نقوم بتدريب أعداد متزايدة باستمرار من العراقيين للدفاع عن بلدهم. وهناك اليوم أكثر من 90 ألف عراقي يخدمون في الشرطة وحرس الحدود والدفاع المدني. وتقوم هذه القوات العراقية بتزويد العسكريين في الميدان بمعلومات استخبارية أفضل، مما يتيح المجال أمام الدقة في استهداف أعداء الحرية. كذلك فإننا نعمل على تسريع جهودنا في تدريب ونشر جيش عراقي جديد وقوات دفاع مدني. ثالثا، نقوم بتطبيق خطة محددة لنقل السيادة والسلطة إلى الشعب العراقي. فقد عين مجلس الحكم العراقي المؤلف من مواطنين عراقيين الوزراء المسؤولين عن تسيير الشؤون والأعمال اليومية للحكومة العراقية. كذلك اختار مجلس الحكم لجنة تقوم بإعداد الأسلوب الذي سيعمل العراقيون بواسطته على صياغة مشروع الدستور الجديد لبلدهم. وسيتمتع العراق بإجراء انتخابات حرة ونزيهة حالما تتم مصادقة الشعب العراقي على الدستور. هذه الجهود والأموركلها مترابطة بشكل وثيق. فكلما تحسن الوضع الأمني، تزايدت عودة الحياة إلى طبيعتها المعتادة وتقدم العراقيون أكثر فأكثر للقيام بأدوار مباشرة في ولادة بلدهم من جديد. وكلما تقدم سير العملية السياسية وتزايد شعور العراقيين أكثر فأكثر بأن لهم مصلحة في خير ومسقبل بلدهم، فإنهم سيساعدون في العمل على ضمان حياة أفضل لهم ولأبنائهم. إن الإرهابيين والبعثيين يأملون أن يضعفوا إرادتنا. لكن إرادتنا لن تتزعزع. فنحن نخوض تجربة ولن تفشل فيها أميركا وحلفاؤها، وسنكرّم تضحيات أولئك الذين يسقطون، بضمان تحقيق الهدف الذي قاتلوا وماتوا في سبيله. وإننا سنجعل أميركا أكثر أمنا وسلامة بالمساعدة على تحويل العراق من مصدّر للعنف والإرهاب إلى مركز للتقدم والسلام. شكرا لكم لإصغائكم. |