باول: القوات الأميركية
والحكومة العراقية المؤقتة ستعملان كشراكة
(بداية النص)
سؤال: لقد تحدثت الى بعض الناس في مجلس الأمن والجميع سعيد جدا من التعديل الذي
تبنته الولايات المتحدة، لكنهم يقولون انه لا يزال هناك مجالان لبعض التحسينات،
وهما مجال السيادة والثاني ان ينص قرار مجلس الأمن بوضوح على ان الحكومة العراقية
المؤقتة ستكون مسلحة بسلطة، سلطة الفيتو، تمارس بحق عملية كبيرة، اذا --لا سمح الله
-- نشأ وضع في الفلوجة او الفلوجة-2.
باول: اولا، ان النية الواضحة للقرار هي تبيان انه ستكون لدى الحكومة العراقية
المؤقتة سيادة كاملة. واهم أدلة على ذلك هي ان السفير بريمر سيغادر (العراق) حينما
يصدر القرار وحينما تتسلم تلك الحكومة مهامها. وهكذا، فان سلطة الائتلاف المؤقتة
ستذهب وكذلك الاحتلال، وستكون للحكومة كامل السيادة.
اننا نعمل مع رئيس الوزراء المعين، السيد علاوي، لتقرير نوع العلاقة المناسبة بين
قوات التحالف التي ستبقى هناك والحكومة المؤقتة. اننا نرى انه سيمكننا ان نحدد
علاقة صحيحة بين الاثنين. والقرار لا يتحدث عن سلطة فيتو على العمليات العسكرية.
وفي الحقيقة، اقمنا علاقة من هذا القبيل مع العديد من الدول طوال السنوات الخمسين
الماضية. وقد كانت لدينا قوات في ألمانيا وقوات في كوريا؛ وهاتان الدولتان تتمتعان
بالسيادة. الا اننا توصلنا الى تفاهم حول سبل استخدام هذه القوات.
والتفاهم الذي سنتوصل اليه مع هذه الحكومة الجديدة هو انه ستنشأ آليات على الصعيد
السياسي وعلى الصعيد العسكري حيث سيطلع الجانبان على خطط أحدهما الآخر، وستدمج هذه
الخطط في خطة عمليات موحدة ومتكاملة. وان لا أتوقع ان نواجه أية مشاكل من هذا
القبيل.
سؤال: اذن الولايات المتحدة ستحافظ على موقف يستند الى أساس ثنائي بين الحكومة
المؤقتة والولايات المتحدة.
باول: اعتقد انه يجب ان يكون كذلك لأن البعض قد يقول علينا ان نضمّن القرار شيئا....والقرار
يجعل من الحكومة المؤقتة حكومة ذات سيادة. اذن هي التي ينبغي ان تدخل في ترتيب مع
قوات التحالف حيال كيفية استخدام تلك القوات في العراق. ومن الواضح ان الولايات
المتحدة ستبقى تحت إمرة ضباط أميركيين، وسيكون هؤلاء مسؤولين تجاه وزارة الدفاع
والرئيس. في الوقت ذاته لن تكون القوات العراقية تحت قيادتنا بل تحت قيادة جنرالات
عراقيين ووزارة الدفاع العراقية ورئيس الوزراء والرئيس العراقيين. الا ان (الجانبين)
سيعملان سوية كشريكين تماما كما عملنا سوية مع اصدقائنا في كوريا واصدقائنا في
المانيا ومع حلفاء آخرين عملنا معهم على مدى السنين.وهم سيعملون على الترتيبات
الضرورية بين الحكومة العراقية المؤقتة، ولاحقا مع حكومات عراقية أخرى لدى انتخابها،
من جهة، والقوات الأميركية من جهة ثانية. ونحن لا نبحث عن طرق لتسبيب المشاكل بل
طرق لحل المشاكل. وما يحتاجونه هو الأمن والقوات الـ138 الفا التي لدينا هناك
وغيرها من قوات للتحالف، موجودة لتوفير الأمن للحكومة الجديدة وهي تعكف على تشكيل
قواتها الخاصة. وبعد ان تصبح القوات العراقية أكثر اقتدارا سيكون بامكان قواتنا ان
تنسحب او تقلص مهامها وتعطي مزيدا من المسؤليات للقوات العراقية.
سؤال: لكن كما يرى مجلس الأمن، لا توجد للحكومة العراقية سلطة نقض (فيتو) على ...
باول: لا نستطيع استخدام عبارة فيتو -- الحكومة العراقية المؤقتة حكومة ذات سيادة
وفي وضع السيادة هذا اعلنت ما يلي : نحن نوافق على وجود قوات تحالف ونريد قوات
للتحالف هناك ونحن سننسّق ونتعاون الواحد مع الآخر. الا ان ظروفا قد تنشأ حيث يتطور
الوضع ويكون لزاما على قواتنا ان تتصرف بطريقة لتحمي نفسها. وكما يؤمل، سيكون هذا (الاجراء)
دائما بالاتفاق مع الحكومة العراقية المؤقتة وبالتفاهم معها. وقد ينشأ وضع حيث
سيلزمنا ان نتصرف وقد يحصل خلاف، وعندها سيتعين علينا ان ندافع عن انفسنا او لانجاز
مهمة. ان هذا حالة فرضية بسيطة يستسيغ البعض اثارتها لكني لا اتوقع ان تكون هذه
مشكلة حقيقة. وكما بينا في الفلوجة وفي النجف ومدن اخرى في الجنوب، اننا نفهم
المناخ السياسي الذي نعمل فيه وسنعمل مع السلطات العراقية للتأكد من ان حاجاتها
ورغباتها ومطالبها السياسة ستلبّى وان سيادتها سوف تصان في الوقت الذي نعمل على
توفير الأمن لها.
سؤال: العديد من الناس في الشرق الأوسط وحتى في اوساط وسائل الاعلام الأميركية هنا
(في الولايات المتحدة) يوحون انه بسبب اقتراب الانتخابات الرئاسية بسرعة فان حكومة
بوش عدلت عن موقفها في الفلوجة، وكما ذكرت، في النجف، ...والآن في مجلس الأمن. كيف
ترد على هذا؟
باول: حسنا انا لا ارى ان هذا القول دقيق. ..فالفلوجة لا علاقة لها بالانتخابات
الرئاسية. بل انها مدينة مكتظة بالسكان. وكان فيها بعض الناس الذين فتكوا
بأميركيين..اربعة منهم كما تعلم وكان علينا ن نفعل شيئا بخصوص جيب المقاومة هذا.
وبدأ مشاة البحرية (المارينز) بالدخول وتضييق جيوب (المقاومة)، الا اننا ادركنا ان
عمل المزيد سيخلف الكثير من الأضرار في المدينة وقد ينجم عنه إزهاق ارواح بريئة.
وقال الزعماء العراقيون لنا: رجاء، لا بد ان تكون هناك طريقة اخرى لمعالجة هذا (الوضع)؛
لهذا تمركزنا الى الوراء وسمحنا للسلطات السياسية بدخول (المدينة)، من شيوخ قبائل
وغيرهم، لايجاد حل. وحتى الآن، كانت الأمور هادئة في الفلوجة خلال الأسابيع الخمسة
او الستة ونحن نتمنى ان تبقى كذلك. ويتعين علينا ان نظل متوجسين من حقيقة انه لا
يزال هناك اناس في داخل الفلوجة الذين لا يقومون بامور صحيحة. ولا يزال هناك اناس
اشرار، لكن رغم ذلك اننا نعمل مع السلطات السياسية المحلية والشرطة العراقية وقوات
الدفاع المدني من اجل السيطرة على ذلك الوضع ونحن لا ندخل لندمر المباني
والمستشفيات، وايذاء الأبرياء. واعتقد باننا نتخذ جانب الحذر الشديد في الطريقة
الني نستخدم قواتنا. وهذا ليس له علاقة بتاتا بالانتخابات الرئاسية.
سؤال: لكن كما تعلم، في هذه المسألة بالتحديد، في البداية قالت الولايات المتحدة ان
امورا معينة يجب ان تحدث، وللآن لم تتكرر هذه المطالب، ومنها التأكد من طرد الأجانب
او القاء القبض على اولئك المسؤولين عما فعلوا بالمقاولين الأميركيين (المغدورين).
باول: نحن لا نزال نرغب بعمل ذلك ونحن لم ننس ما فعله القتلة. ولم ننس انه لا يزال
ثمة أناس داخل الفلوجة نعتبرهم مصدر انعدام الأمن والاستقرار في المنطقة. لكن هذا
لا يعني بالضرورة انه علينا ان نقتحم (المدينة) بقوة كي نجدهم. ونحن سنعمل على حل
المشكلة بتأن وبخليط من السياسة والدبلوماسية والقوة كما يلزم. ونحن نفضل كثيرا ان
تتعامل القوات العراقية مع مشاكل مثل هذه المشكلة، بدلا من القوات الأميركية.
سؤال: انا افهم ان الولايات المتحدة تنقل بعض القوات من كوريا الجنوبية -- هل سنشهد
زيادة أخرى في القوات الأميركية بالعراق؟
باول: لا. مستوى القوات الذي تشاهده الآن هو المستوى الذي يرغب القواد العسكريون
بالمحافظة عليه في المستقبل المنظور—حوالي 138 الف جندي. لكن من اجل المحافظة على
هذا العدد في العراق، سيكون من اللازم ان نتجهز لاستبدالها. لهذا سحبنا بعضا منها
وسنسحب بعض القوات من كوريا كي نتأكد من انه سيكون لدينا ما يكفي من القوات لدعم
هذا المستوى من 138 الف جندي. وآمل ان تبنى القوات العراقية وان تصبح أكثر اقتدارا
وعندها سيبدأ عدد (القوات الاميركية) بالانخفاض. والولايات المتحدة لا رغبة لديها
بإبقاء جيش في العراق ما بعد المرحلة التي سيتمكن العراقيون فيها من حماية انفسهم.
لكن حتى نصل تلك النقطة اننا نرى ان لدينا التزاما بابقاء قوة عسكرية لا بأس بها
هناك.
سؤال: هل فوجئت لأن مجلس الحكم حل نفسه ونقل سلطاته الى الحكومة المؤقتة، وهل كنتم
ستنتظرون حتى 30 الجاري لنقل السلطة للحكومة الجديدة او هل كانت هذه ستنتقل تدريجيا؟
باول: انا كنت على علم بان مجلس الحكم سيحل نفسه، واعتقد انها كانت خطوة صائبة كي
تفسح المجال بحيث تتفادى اية بلبلة بين زعماء الحكومة المؤقتة الآتية ومجلس الحكم.
وما نحن نعمل بصدده هو قرار. وهذا القرار الذي سيقدم تأييدا من المجتمع الدولي.
وانا آمل ان نصدر القرار في المستقبل القريب. ولا استطيع ان ابلغك عن الموعد، لكن
في المستقبل القريب. وبعد ذلك،...سيغادر السفير بريمر في اليوم الذي يلي 30/6
وستكون البلاد تحت قيادتها الخاصة. لكننا نحن لا نستبعد من الحساب اي شيء اذا سمحت
الظروف ذلك. لكن في الوقت الحالي، نضع نصب اعيننا تاريخ 30/6.
والحكومة الجديدة تحتاج لوقت لتنظيم نفسها. وهي تحتاج لوقت لانشاء علاقات بين
الزعامة الجديدة والوزراء، ولوقت لاقامة حوار مع الناس. لذا فنحن لا نود ان نكلفها
بعبء بالغ الثقل في وقت مبكر للغاية.
سؤال: رئيس الوزراء شارون قال انه سيغير، وسيعدل خطته من اجل اقرارها من قبل
الوزارة. هل لديك اية فكرة عمن هذه التغييرات وهل تقبل واشنطن فكرة تمديد الانسحاب
المرحلي على اربع مراحل؟
باول: فهمت ان رئيس الوزراء شارون متمسك بخطته وكل شيء سمعته خلال الساعات الـ24
الماضية يوحي انه لا يزال ملتزما بازالة الـ21 مستوطنة في غزة واربع مستوطنات في
الضفة الغربية كبداية العملية للعودة الى خريطة الطرق. وهذا لا يزال ما نسانده لأن
هذه لا تزال خطة رئيس الوزراء شارون. ...والتزامه الاساسي باجلاء المستوطنات كافة
في غزة والأربع في الضفة الغربية كجزء من بدابة العملية. وهذا هو موقفه الذي عرضه
على الرئيس بوش حينما أتى الى هنا، ولا يزال موقفه هو الموقف الذي نؤيده.
سؤال: سؤال عن قمة الثماني. هناك العديد من الناس القلقين من ان فرض تغيير من
الخارج قد يعطي عكس النتائج المرجوة. هل خففت واشنطن من مقترحها لاصلاح العالم
العربي بحيث يكون حلا وسطا بين ما يود العالم العربي ان يفعله بنفسه وما تود
الولايات المتحدة ان يتم؟
باول: لم تكن نيتنا قط محاولة فرض الاصلاح على العالم العربي. فكيف باستطاعتنا ذلك؟
نحن نتوق ان نكون شركاء مع العالم العربي وشعوب العالم العربي والشرق الأوسط/شمال
افريقيا الكبير، كما نشير له، لأننا نشعر ان ثمة حاجة للتحديث في المنطقة. وكثير من
هذه الدول، كما نعرف، ماضية بالسرعة البالغة التي تستطيع المضي بها نحو الاصلاح.
ونحن نود ان نساعدها. ونحن نود ان ندخل في هذه العلاقة بروح من الشراكة لا بروح
الاشارة عليكم بما تفعلوه. وكل بلد في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ماض في مسار
مختلف بخصوص التنمية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وقوة نظامه الديمقراطي. وعلى
كل بلد ان يختار مساره الخاص الى المستقبل. ونحن نود ان نساعد كلا من هذه الدول
الملتزمة بالتحديث والاصلاح، كصديق وكشريك، ولا كجهة فارضة للاصلاح.