مع نائب وزير الخارجية رتشارد آرميتاج
أجرتها ناديا بلباسي لفضائية العربية
26 أيار/مايو، 2004
واشنطن العاصمة
سؤال: يقول تقرير ورد من بريطانيا إن القاعدة تقوم حالياً بتجنيد ثمانية عشر ألف
شخص. وهناك احتمال بأن تتعرض الولايات المتحدة لهجوم هذا الصيف. فكيف يمكن للحكومة
الأميركية إقناع العالم بأن أميركا أكثر أماناً الآن بغزو العراق وفتح جبهة أخرى
هناك؟ ألا يثبت هذا صحة موقف من ينتقدونكم؟
آرميتاج: كنا سنواجه هذه المعركة إن عاجلاً أو آجلا. وقد أدركنا ذلك في 11 أيلول/سبتمبر.
ونحن نشعر أننا لم نتعرض، حتى الآن، لهجوم آخر في الولايات المتحدة. ويعود أحد
أسباب ذلك إلى أننا أصبحنا متيقظين جداً وأبقينا الناس في حالة تأهب كبيرة. إن
الأمر صعب، إلا أننا مضطرون إلى القيام به.
ونحن نشعر أن مسألة العراق هي أمر إن نحن قمنا بحله على الوجه الصحيح وغادرنا الشرق
الأوسط وفيه بلد مستقر وآمن وديمقراطي، فإننا سنكون عندها، قد غيرنا التوازن بشكل
رئيسي جداً، في ما يتعلق بالقاعدة، إلى الأفضل.
وأعتقد أن السيد (أبو مصعب) الزرقاوي شاهد على ذلك، بياناته ورسالته، التي كتبها
قبل الأربعين في العراق، وكان جوهر ما قاله أن الديمقراطية ستخنقهم، ستخنق
الإرهابيين.
سؤال: ولكن كيف يمكنكم القول إن أميركا آمنة الآن ونحن نتوقع هجوما؟ أين هو المنطق
في هذا؟
آرميتاج: إننا لم نهاجم خلال عامين. إننا متيقظون جدا. ونحن ندرك، كما قال زملائي
في الحكومة اليوم، أن هناك خلايا للقاعدة هنا في الولايات المتحدة، كما هو الحال في
معظم دول الشرق الأوسط. وإن كنا يقظين متنبهين لشذوذ في التصرفات، فإننا سنوقفهم
قبل أن يوجهوا ضربة إلينا. وبالتالي، فإنني أرى أنه من الثابت أننا أكثر أمانا.
سؤال: هل من أنباء عن بن لادن؟
آرميتاج: كلا، لا أعرف أين هو. ولكن، إن عاجلاً أو آجلاً، لن يتمكن شخص طوله ستة
أقدام وخمس بوصات من الاختباء إلى الأبد.
سؤال: فأنت واثق إذن من أن الولايات المتحدة ستحظى به؟
آرميتاج: نعم، أنا واثق. ولكنني أقول سواء كانت الولايات المتحدة أو التحالف، وهناك
تحالف يقاتل في أفغانستان، سيقدم للعدالة، بطريقة أو بأخرى. ولا أعرف إن كان (ذلك
سيتم على يد) جنود أميركيين، أو جنود ألمان، أو بريطانيين، أو أي كان، ولكنهم
سيحظون به.
سؤال: كان بين الأنباء الأخرى اليوم، تقرير منظمة العفو الدولية، الذي انتقد
الولايات المتحدة بشدة. وقد تحدث التقرير عن رؤيا مفلسة في ما يتعلق بالحرب على
الإرهاب.
فما رأيك، بعد ما حدث في أبو غريب، بتأثير ذلك على مصداقية أميركا وسمعتها في
العالمين العربي والإسلامي؟ وها هي منظمة العفو الدولية تتحدث الآن عن انتهاكات
لحقوق الإنسان، فكيف ستكسبون عقول وقلوب الناس إلى جانبكم؟
آرميتاج: لم أقرأ التقرير وإن كنت أعرف عنه بالطبع. إلا أنه كانت قد سبقته تقارير
أخرى، كتقرير اللجنة الدولية للصليب الأحمر الذي تحدث بقسوة كبيرة عن معاملة الناس
في أفغانستان، وفي غوانتانامو، وفي العراق.
أولا، ينبغي علينا أن ندرك أن أبو غريب كان وصمة عار فظيعة على شرفنا وأرواحنا.
وأول وأهم أمر علينا أن نقوم به هو ضمان توقف كل الإساءات؛ وثانياً، (علينا) معاقبة
المذنبين. وسنحتاج إلى وقت حتى نتخطى هذا. إننا نحاسب أنفسنا حسب معيار أعلى.
وبالتالي فإننا نستحق بعض الانتقاد عندما لا نفي بالمعايير التي وضعناها لأنفسنا
بأنفسنا.
سؤال: بالنسبة لمعاقبة المذنبين، سيُقدم ستة مجندين للمحاكمة وسيتم نقل الجنرال (ريكاردو)
سانشيز. فهل هذه طريقة لإنهاء المشكلة دون كشف الحقيقة كما يقول الكثيرون، بمن فيهم
الجنرال زيني الذي طالب وزير الدفاع دونالد رمسفلد بالاستقالة؟ أم أنه ستتم معاقبة
آخرين غير الذين نعرف عنهم الآن؟
آرميتاج: أظن أن الأمر سيتجاوز المجندين الستة. ولا أعرف أين سيتوقف. ولكن ما
سأقوله هو أن كل العالم شاهد بلداً يجلب كبار قادته المدنيين والعسكريين في وزارة
الدفاع أمام الكونغرس ويجبرهم على تقديم تفسير علني لسلوكهم. والعالم كله يشاهد
العقاب الذي يُنزل بالمذنبين بطريقة شفافة تمكن مشاهدتها، وسنواصل تلك العملية.
وذلك أيضاً مؤشر نبعث به إلى العالم. أما أين سيتوقف الأمر، فلا أدري. هذا أمر
تحدده النتائج التي تظهرها التحقيقات المختلفة. ولكننا سنتوصل إلى معرفة الحقيقة،
وستتم معاقبة المذنبين، وآمل أن نكون قد استخلصنا عبرة من هذا الدرس الفظيع.
سؤال: لننتقل إلى الحديث عن مجلس الأمن الذي يناقش مشروع قرار جديد بشأن العراق.
قال رئيس الوزراء البريطاني أمس إن الحكومة العراقية الجديدة ستملك السلطة السياسية
النهائية في ما يتعلق بالعمليات العسكرية. ولكن وزير الخارجية كولن باول يقول إن
القوات الأميركية ستكون خاضعة لسيطرة أميركية. فهل تملك هذه الحكومة الجديدة حق
الفيتو في ما يتعلق بأي عملية عسكرية؟ ...وفي حين أنه غير موقفه إلا أنه ما زال
هناك تشوش.
آرميتاج: إليك الحقائق. سيكون المجندون الأميركيون خاضعين لقيادة أميركية في جميع
الأوقات. وهذا أمر مؤكد. وسيكون الجنود العراقيون خاضعين دوماً لقيادة الجنرالات
العراقيين، ولجنرال عراقي، ضمن وزارة الدفاع العراقية. وإذا وافقت الحكومة العراقية
على أنه ينبغي القيام بعملية معينة، وعلى أنه ينبغي أن يعمل جنودها مع جنود من
القوات المتعددة الجنسيات، فإنهم (أي الجنود العراقيين) سيعملون عندها مؤقتاً تحت
إمرة قائد أميركي.
وبنفس الطريقة، يمكن لحكومة عراقية ذات سيادة أن تقرر أنه يتعين أن يقوم جنودها
بالعملية وحدهم، بدون أي مساعدة من القوات المتعددة الجنسيات. ولا بأس بذلك أيضا.
ففي نهاية المطاف، هذه قرارات سيكون على العراق أن يتخذها. وقد سبق وواجهنا هذا
بالفعل. فقد واجهناه في مسألة الفلوجة. كنا نقوم بضرب الفلوجة. فجاء مجلس الحكم
وتباحث معنا بشأن طريقة أفضل لمعالجة الأمر، وعدلنا طريقتنا في معالجة الأمر.
وبالتالي فإنه ليس من الصعب التصور أننا سنتمكن من العثور على سبيل للتقدم مع حكومة
عراقية ذات سيادة.
سؤال: بالنسبة للقوة المتعددة الجنسيات، ما الذي تقصده بالضبط؟ هل ستنضم إليكم دول
أخرى، أم أن الأمر لا يتعدى نفس القوة مع وضعها تحت قيادة الأمم المتحدة؟
آرميتاج: كلا. أولاً، لا أعرف إن كانت ستنضم أي دولة أخرى إلينا. إن مشروع القرار
يتضمن دعوة الدول إلى تقديم بعض الجنود لحراسة الأمم المتحدة ومرافقها، وهو جهد
أعتبره يستحق القيام به. ولكن هؤلاء الجنود سيكونون تحت إمرة القائد الأعلى للقوة
المتعددة الجنسيات. ذلك أنه لا يمكن أن تكون هناك منظمتان، أو ثلاث منظمات، أو أربع
منظمات مختلفة تحاول جميعها القيام بنفس الشيء، يجب أن تكون هناك جهة واحدة تتحمل
المسؤولية النهائية