باول يقول إن الولايات
المتحدة ستحتفظ بقيادة قواتها في العراق
(ويشير إلى أن القوات الأميركية لن تبقى في العراق إذا طلب منها المغادرة)
واشنطن، 28 أيار/ مايو 2004 - قال وزير الخارجية
كولن باول إن القوات الأميركية ستعمل مع القوات العراقية بعد انتقال السيادة من
سلطة الائتلاف المؤقتة إلى حكومة عراقية مؤقتة ولكنها ستظل تحت القيادة الأميركية.
وأضاف باول في مؤتمر المائدة المستديرة الذي عقده مع مراسلي الصحافة المطبوعة يوم
26 أيار/ مايو الجاري أنه لا يوجد في أي وقت رئيس أو رئيس وزراء يرتضي التخلي عن
السيادة على قواته. غير أنه استدرك قائلا: إنني لا أتوقع أن يشكل ذلك مشكلة، لأننا
سبق وأن واجهنا حالات كهذه بصورة متقطعة على مدى 50 سنة - في كوريا وألمانيا وفرنسا
وبلجيكا -- أو أي مكان آخر نحتفظ فيه بوجود عسكري.
وقال باول "إن الرئيس لا يمكن أن يتخلى عن قيادة القوات الأمريكية أبدا. فقد يسمح
لها بأن تعمل مع طرف ما آخر أوأن تتلقى التوجيهات من شخص ما وتحاول التكيف مع شخص
ما آخر، إلا أنه لن يتنازل عن سلطة القيادة أو السيادة الكاملة على القوات
الأميركية إلى أي دولة أخرى أبدا."
وأوضح وزير الخارجية أيضا "أن القوات الأميركية لن تبقى في العراق إذا اعترضت على
ذلك "دولة حليفة ذات سيادة."
وفند باول الرأي القائل بأن الولايات المتحدة تتصرف بشكل منفرد في العراق، فقال "إن
العديد من الشعوب في أوروبا وفي العالم العربي والإسلامي لم تساند ، كموقف عام،
العمل الذي قمنا به في العراق. بيد أن العديد من الحكومات فعلت ذلك. حيث أن هناك
حوالي 30 دولة تساندنا بطريقة أو بأخرى مما يعد مجازفة كبيرة بالنسبة لزعمائهم
السياسيين لأن ذلك لا يحظى بشعبية بين مواطني هذه البلاد."
وقال الوزير باول إن السبب وراء معظم الصعوبات التي تواجهها قوات التحالف "يعود إلى
قدرة العناصر المضادة للتحالف على إعادة تكوين نفسها ومع دخول المقاتلين الأجانب
والإرهابيين إلى البلد." ووصف العراق بأنه "مخزن للأسلحة بكل معنى الكلمة، ليس في
الملاجئ والمخابئ فحسب، بل إن هذه الأسلحة مكدسة في المخابئ الصغيرة في مختلف أنحاء
البلاد وفي بيوت الناس."
واستطرد يقول "إن الحل النهائي يكمن في قيام قوات عراقية مدربة ومجهزة لحماية نفسها
وحماية بلدها."
وأوضح باول أنه عندما اجتاحت قوات التحالف العراق انهارت البنية التحتية العسكرية
والسياسية هناك لأنها كانت تتركز تحت السيطرة البعثية المتمثلة في صدام حسين. وحين
ولى صدام ذهبت معه البنية التحتية وتوقف الجيش عن العمل. ولذا فقد واجهنا تحدي
إحكام السيطرة على مكان كبير جدا يبلغ عدد سكانه 25 مليون نسمة وعملية إعادة البناء."
وأضاف "أن هذا قد استغرق فترة من الزمن للقيام بوضع عملية سياسية من شأنها أن تعيد
السيادة وتسمح لنا بالتعجيل بإعادة بناء الجيش الجديد - التي يطلق عليها قوات
الدفاع المدني، وقوات الجيش والشرطة -- وقد استغرق منا فترة للتعامل بحسم مع السبيل
السياسي للمضي إلى الأمام."
وفي إشارة إلى أن عملية نقل السيادة قد بدأت بالفعل، قال وزير الخارجية إن سلطة
الائتلاف المؤقتة سلمت 14 وزارة بالفعل إلى وزراء عراقيين. وذكر أيضا ما قام به
المبعوث الخاص للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي بشأن التعرف على مرشحين لحكومة
مؤقتة، إضافة إلى قرار الأمم المتحدة حول العراق الذي قدمته مؤخرا كل من الولايات
المتحدة والمملكة المتحدة، والذي من شأنه تأييد الجدول الزمني الذي تبناه العراقيون
ويعبر عن دعم دولي للحكومة العراقية المؤقتة، كما يجدد التأكيد على التزام العالم
بأمن الشعب العراقي، ويشجع الدول الأعضاء الأخرى في الأمم المتحدة على المشاركة في
المجهودات التي تبذل من أجل قيام عراق حر ومستقر.
وقال باول إن الولايات المتحدة ملتزمة بالمساعدة في إعادة بناء العراق.
وفي ختام حديثه مع المراسلين الصحفيين، ناقش وزير الخارجية الأميركية مسألة معاملة
المعتقلين في قاعدة خليج غوانتنامو البحرية الأميركية بكوبا والمجهودات التي تبذل
لوقف الحرب الأهلية في السودان، والمحادثات المتعلقة بالحد من انتشار الأسلحة
النووية مع كوريا الشمالية وغيرها من القضايا مثل البوسنة، كوسوفو، هايتي، ليبيريا،
حساب تحدي الألفية، وفيروس مرض فقدان المناعة المكتسبة/الإيدز المتفشي في أنحاء
عديدة من العالم.
صفحة صالحة
للطباعة