آرميتاج لشبكة سي إن إن الإخبارية: أي قيود على
السيادة العراقية ستكون مفروضة ذاتياً
واشنطن، 24 أيار/مايو 2004 -- صرح نائب وزير
الخارجية الأميركية ريتشارد آرميتاج بأن الحكومة الانتقالية العراقية التي ستتسلم
السيطرة على البلاد يوم 30 حزيران/يونيو ستتمتع "بكل السيادة" وأن أي قيود على
سلطاتها ستكون مفروضة ذاتيا.
وأثناء حديثه في مقابلة تليفزيونية أجراها معه زين فيرجي من شبكة سي إن إن
الإخبارية الدولية قال آرميتاج إن الحكومة الانتقالية التي ستحكم العراق حتى
الانتخابات المقترحة في كانون الثاني/يناير 2005 ستكون لديها سلطة اتخاذ القرارات
على جبهات متعددة تتراوح بين المسائل المالية إلى العمليات اليومية إلى إدارة
السجون.
وأضاف آرميتاج " بالنسبة لما إذا كانت هناك أي قيود على سلطتها فإنها ستكون هي التي
وضعت تلك القيود على نفسها. إنها حكومة غير منتخبة، وربما والحال كذلك، أنهم
سيقررون فيما بينهم عدم اتخاذ قرارات، وهذا سيقيد الحكومات القادمة على المدى
الطويل."
وقال آرميتاج إن الحكومة الانتقالية ستكون ملتزمة بقانون إدارة الدولة الانتقالي
الذي تم التفاوض بشأنه بين العراقيين بعد سقوط النظام البعثي.
وعندما سئل آرميتاج عما إذا كان نقل السيادة إلى العراقيين يوم 30 حزيران/يونيو
سيكون عملية رمزية فحسب بحيث تسمح للأميركيين من الناحية الواقعية بالاستمرار في
إدارة الدولة، فأجاب بقوله"لا أعتقد أنهم سيتقبلون ذلك."
وقال أيضا إن حكومة بوش لم ترشح أي أفراد للحكومة الانتقالية لأننا "قد نخطئ في
الاختيار."
وبدلا من ذلك فإن الممثل الخاص للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي "يبذل جهدا كبيرا
لتحديد الشخصيات التي تحظى بتقدير واحترام كبيرين في العراق من خلال حصوله على
اتفاق جماعي على تلك الشخصيات."
وأعرب آرميتاج عن شعوره بحاجة العراقيين إلى أن تكون لهم حكومة تمثل وتعمل على
تحقيق آمال وطموحات "كل الشعب العراقي وليست آمال وطموحات جماعة عرقية بعينها أو
تعظيم شأنها أو مصلحتها الخاصة كحكومة."
ونبه آرميتاج إلى أن العنف قد يتصاعد قبل تسليم السلطة يوم 30 حزيران/يونيو وقبل
إجراء الانتخابات في 2005، قائلا إن البعض يحاولون إخراج مسيرة الديمقراطية في
العراق وفي المنطقة عن مسارها. وأضاف أن الإرهابي الأردني أبو مصعب الزرقاوي
المسؤول عن قتل المواطن الأميركي نيكولاس بيرغ في الآونة الأخيرة قد أعرب عن رغبته
في نشوب حرب أهلية عراقية "لأنه كما قال فإن الديمقراطية لو تحققت فإنها ستقضي على
جهودنا."
وعن سوء المعاملة الذي تعرض له السجناء العراقيون على أيدي الجنود الأميركيين في
سجن أبو غريب قال آرميتاج "لا يوجد ما يمكن أن يثير غضبي أكثر من هذا، ولا يمكن أن
أكون أشد أسفا بشأن أي موضوع آخر غيره."
وأعرب آرميتاج عن اعتقاده في "أن أفضل وسيلة لعلاج ما حدث هو عدم إهمال أي نقطة
أثناء التحقيقات، وأن التحقيقات ستبلغ بها القيادة حتى أعلى مستوى ينبغي أن تصل
إليه." وأضاف أنه إذا ثبت أن إساءة المعاملة كانت منتشرة على نطاق أوسع "فإننا
سنطبق عقوبات تشمل من هم أكثر من مجرد سبعة جنود أو ما يقارب ذلك."
وبالنسبة لنزاع الشرق الأوسط قال نائب وزر الخارجية الأميركية "إن الولايات المتحدة
تواصل الضغط بدرجة كبيرة" على إسرائيل لكي تمارس ضبط النفس في غزة. وأشار إلى بيان
البيت الأبيض يوم 20 أيار/مايو الذي انتقد أعمال إسرائيل، وإلى امتناع الولايات
المتحدة عن التصويت على قرار مجلس الأمن الذي ندد بالعمليات في غزة. وقال "إن هذه
الأمور لا تمر مرور الكرام في إسرائيل."
وأضاف آرميتاج أن الولايات المتحدة تعمل الآن على محاولة توصيل المساعدات الإنسانية
إلى السكان في رفح.
وبالنسبة لجنوب آسيا قال آرميتاج إن حكومة بوش تتطلع إلى التعاون مع حكومة رئيس
الوزراء الهندي الجديد منموهان سينغ وتتمنى له النجاح في نقل التطور الاقتصادي الذي
حظيت به الهند إلى مستوى القرى وما هو أقل منها."
وقال نائب وزير الخارجية الأميركية إن هناك "أسبابا عديدة" لحدوث تقدم بالنسبة
للتقارب بين الهند وباكستان وعودة العلاقات الطبيعية بينهما، وإن الولايات المتحدة
على اتصال بالجانبين، لكن ليس كوسيط بينهما.
وأضاف آرميتاج أنه إذا صدقت الأنباء عن اجتياح الجيش الأميركي منطقة وزيرستان شمالي
باكستان فإن أي اجتياح من هذا النوع يكون قد حدث بطريق الصدفة.وقال "إن حكومة
باكستان تبذل كل جهد من أجل فتح منطقة القبائل، ونحن لا نريد أن نفعل أي شئ يتعارض
مع ذلك