باول يقول: الحكومة العراقية المؤقتة ستضم مناصب
تنفيذية قد يتم الترشيح لها خلال أسبوعين
واشنطن، 22 مايو/أيار -- كشف وزير الخارجية كولن
باول عن أن الحكومة العراقية الانتقالية التي ستتولى السلطة في البلاد في الثلاثين
من حزيران/يونيو القادم ستتألف من وزارة بإشراف هيئة تنفيذية تضم رئيسا للدولة
ونائبين للرئيس ورئيسا للوزارة.
وقال باول في مقابلة أجرتها معه شبكة "وِستْوود وَن" للإذاعة بالراديو أمس الجمعة
21 أيار/مايو، إن هناك بالفعل الآن 13 وزيرا يزاولون مهامهم وأعمالهم "بشكل كامل
ودون توجيهات يومية من السفير بريمر "رئيس سلطة الائتلاف المؤقتة.
وأضاف باول أن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى العراق الأخضر الإبراهيمي يدرس الآن
قائمة من المرشحين للمناصب التنفيذية ويتشاور حولها مع المسؤولين الأميركيين. وأعرب
باول عن أمله في أن يتمكن "السفير الإبراهيمي من عرض قائمة بأسماء المرشحين لتلك
المناصب" خلال أسبوعين. وأكد باول التزام الرئيس بوش والمسؤولين الأميركيين بنقل
السلطة إلى العراقيين في موعده المحدد.
وأوضح باول إنه سيتم عندئذ عرض تشكلية الحكومة المؤقتة على الأمم المتحدة والمجتمع
الدولي مشيرا إلى أنه شخصيا يقوم فعلا بإجراء اتصالات مع أعضاء مجلس الأمن الدولي
من أجل استصدار قرار يعترف بترتيبات الحكم الجديد في العراق.
ورد باول على التساؤلات القائمة حول دور الأمم المتحدة، بوصفها منظمة اشتهرت
بمهامها الإنسانية، في تسمية قياديين عراقيين بقوله "إن السفير الإبراهيمي معروف
لنا جيدا ونحن نتشاور معه حول قائمة المرشحين. وأقول صراحة إن هناك كثيرا من جوانب
الاتفاق بيننا بالنسبة لكفاءات الأشخاص الذين تضمهم قائمة المرشحين."
وأشاد باول بجهود الإبراهيمي وعمله في أفغانستان قائلا إنه "قام بعمل رائع في عملية
تشكيل حكومة بقيادة الرئيس حميد كارزاي." وحذر باول من محاولة التسرع في استبعاد
دور الأمم المتحدة قائلا "نحن بحاجة إلى الأمم المتحدة، ولذلك نحن نعمل مع الأمم
المتحدة، وهذا يعني العمل أيضا مع حلف شمال الأطلسي والمنظمات الدولية الأخرى."
وأعرب باول عن تفاؤله بأن يسفر التعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة وممثله
الإبراهيمي عن نجاح في العراق مماثل للنجاح الذي تم إحرازه في أفغانستان بالنسبة
لتشكيل حكومة "آخذة في اكتساب الثقة تدريجيا وتلقى القبول الشعب."
إلا أن باول ذكّر بالنسبة للعراق "بأننا لا نريد لتلك الحكومة أن تستمر أكثر من ستة
أو سبعة أشهر. فهي مجرد حكومة انتقالية مؤقتة مهمتها إعداد العراق والتحضير لانتخاب
مجلس وطني بحلول نهاية هذا العام أو في كانون الثاني/يناير" القادم.
وتطرق باول في المقابلة التي أجرتها معه لورا إنغراهام لشبكة وستوود ون إلى الوضع
الأمني في العراق فنفى أن تكون هناك "فوضى عامة في البلاد" مشيرا إلى أن هناك "فوضى
في بعض المناطق وليس في كل البلاد. فالهدوء يعم القسم الشمالي من البلاد وخاصة في
المناطق الكردية حيث الوضع خاضع للسيطرة. أما في الجنوب فهناك بؤر ساخنة كما في
النجف والناصرية وكربلاء ومناطق أخرى قليلة. أما في باقي المناطق الجنوبية فالوضع
هادئ نسبيا."
وأقر باول بأن ما يعرف بالمثلث السنّي الذي يضم بغداد يسبب مشكلة. لكنه أضاف أن "علينا
أن نقوم بعمل أفضل هناك، وسنفعل ذلك بطريقتين: الأولى هي التأكد من الاحتفاظ
بقواتنا هناك بعد الأول من تموز/يوليو وتحت إمرة قياداتنا، ثم نعمل بسرعة على بناء
قدرات القوات العراقية من شرطية وعسكرية بحيث نجتذب إلى المؤسسات العسكرية والشرطية
الأفراد العراقيين من ذوي الخبرة." لكنه أشار إلى أنه لن يتم استخدام البعثيين من
بقايا النظام السابق في هذه الأجهزة.
وسئل باول عن شعوره تجاه مجموعة الصور الجديدة التي نشرتها جريدة الواشنطن بوست
الصادرة الجمعة وتكشف عن مزيد من إساءة معاملة المعتقلين العراقيين فأجاب بأن "الجميع
يعرف الآن أن هناك أمورا فظيعة حدثت في أبو غريب." وأشاد باول بدور الإعلام في
الكشف عن تلك الصور التي قال إنه لولاها "لربما لم نعلم مقدار فظاعة الوضع."
وأشار باول إلى أن معالجة الوضع جارية وأن القادة العسكريين والمدنيين بمن فيهم
وزير الدفاع دونالد رمسفلد قد أدلوا بشهادات حول الموضوع أمام لجان الكونغرس، "وأنا
شخصيا قمت بشرح الأمور لعدة جماهير مختلفة، ولا أدري ما إذا كان ينبغي أن نستمر في
قرع الطبول يوميا."
وسئل باول عن ما إذا كان هناك قلق لدى الجمهوريين تجاه ما تشير إليه الاستطلاعات من
تناقص التأييد الأميركي للحرب في العراق فرد بالقول إنه يعتقد أن "الناس يشعرون
بالقلق عندما تتعقد الأمور وتصبح صعبة. والواقع أن شهر نيسان/إبريل كان صعبا" من
حيث الخسائر والإصابات في القتال "وهم لا يعلمون ما الذي ستؤول إليه الأمور بعد
انتقال سلطة السيادة." وقال إنه لهذا السبب هناك تشكك وعدم ارتياح، الأمر الذي يؤدي
إلى هبوط نسبة التفاؤل "لكنني أعتقد أننا سنتمكن من إتمام نقل ناجح للسلطة إلى
الحكومة المؤقتة."
ورد باول على انتقادات الديمقراطيين القائلة بأن شعور الكراهية والعداء لأميركا آخذ
في التزايد حول العالم نتيجة لسياسات حكومة الرئيس بوش الحالية وبأن مرشح الرئاسة
الديمقراطي جون كاري يجري اتصالات مع القادة العالميين حول الموضوع. وقال باول إنه
هو الذي يتحدث معهم فعلا. وأضاف أنه التقى في الأسبوع الماضي بعدد كبير منهم في
الأردن أثناء انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي.
واشار باول إلى أن الرئيس بوش يدرك أن هناك "تزايدا في الشعور المعادي لأميركا في
العالم العربي، وأنه ناجم في الدرجة الأولى عن مسألتي الوضع في العراق وعملية
السلام في الشرق الأوسط. ولذا يخصص الرئيس جانبا كبيرا من وقته واهتمامه لهما."
وأعرب باول عن قناعته بأن الجميع سيكبرون للولايات المتحدة عملها عندما تستقر
الأمور في العراق "وتتولى حكومة مؤقتة السلطة" وعندما يرون أن الوضع بدأ يتحسن في
منطقة الشرق الأوسط.
كذلك أعرب باول عن اعتقاده بأن موجة العداء العربي "ستنعكس" ويتغير السلوك تجاه
أميركا إذا حدث تقدم في عملية السلام في الشرق الأوسط "إذا عملنا بخطة رئيس الوزراء
(الإسرائيلي) شارون بإخلاء المستوطنات، كل المستوطنات، في غزة، وبدئ بإخلاء (بعض)
المستوطنات في الضفة الغربية، ورأى الناس بعض التقدم نحو السلام."