|
|
بوش: ستنتصر قوى الحرية والديمقراطية في العراق
على رؤيا القتل والدمار (بداية النص) شكرا لكم جميعا. شكرا ومساء الخير. يشرفني أن أزور كليّة الجيش الحربية. لقد جاءت الى هنا أجيال من الضباط لدراسة استراتيجيات الحروب وتاريخها. وانا أحضر هذا المساء لكي أتحدث إلى كل الأميركيين والشعب العراقي عن الإستراتيجية التي يتّبعها بلدنا في العراق والخطوات المحددة التي نخطوها لتحقيق أهدافنا. ان أفعال أعدائنا على مدى الأسابيع القليلة الماضية كانت أفعالا وحشية ومدبرة عن سابق إصرار وتنطوي على العبر. فقد شاهدنا كيف أخذت سيارة ملغومة حياة المواطن العراقي عزالدين سليم، 61 عاما، الذي كان يشغل منصب رئيس مجلس الحكم (العراقي). وهذه الجريمة تظهر نوايا عدونا الهادفة إلى منع الحكم الذاتي العراقي، حتى لو اقتضى ذلك اغتيال شخص وطني عراقي ومسلم تقي طوال عمره. لقد اغتيل السيد سليم من قبل إرهابيين يسعون لإعادة الاستبداد ووفاة الديمقراطية. وشاهدنا ايضا صور الشاب الأميركي وهو يواجه قطع رأسه. وهذا العرض الدنيء يبين الازدراء لجميع أعراف الحرب ويتجاوز كل حدود السلوك المتحضّر. وهو يكشف تزمتا لم يدفع اليه أي عمل من جانبنا ولن يتم التساهل حياله بفعل أي تنازل من طرفنا كذلك. اننا نشتبه بأن الرجل الذي كان يستل سكينا كان أحد عناصر تنظيم القاعدة المدعو (أبو مصعب) الزرقاوي. وهو وغيره من إرهابيين يعلمون ان العراق بات الآن الجبهة المركزية في الحرب على الإرهاب، وعلينا نحن أيضا أن ندرك ذلك. ان عودة الطغيان الى العراق سيكون نصرا غير مسبوق للإرهاب ومصدرا لبهجة القتلة. وهو سيجعل الإرهابيين أكثر جسارة وسيؤدي الى المزيد من التفجيرات وقطع الرؤوس وقتل الأبرياء حول العالم. ان بروز عراق حر ويحكم نفسه سيحرم الإرهابيين من قاعدة عمليات وسيسحب المصداقية من تحت عقيدتهم الضيقة وسيعطي زخما للإصلاحيين في جميع انحاء المنطقة. وستكون هذه ضربة حاسمة ضد الإرهاب في صميم قوته ونصرا لأمن أميركا والعالم المتمدن. إن عملنا في العراق كان شاقا. فقد واجه تحالفنا ظروف حرب متغيرة اقتضت تصميما وتضحية وقدرة على التأقلم. ان الإطاحة السريعة بنظام صدام حسين في الربيع الماضي كان لها اثر غير مقصود. فبدلا من أن يقتلوا او يقبض عليهم في ارض المعركة، خلع بعض من الحراس النخبة التابعين لصدام حسين بزاتهم العسكرية واندمجوا في أوساط السكان المدنيين. وقد أعادت عناصر من نظام صدام القمعي ومخابراته تنظيم نفسها، واعادت تسليح نفسها وتبنت تكتيكات إرهابية متطورة. وأقامت روابط مع محاربين وإرهابيين أجانب. وفي بعض المدن حاول المتطرفون بث الفوضى والاستيلاء على السلطة في بعض المحافظات. إن لدى هذه الجماعات والأفراد طموحات متضاربة، الا انهم يتشاطرون هدفا. فهم يأملون في أن ينفد صبر الأميركيين، وتحالفنا، والعراقيين قبل وصول حكم ذاتي فعال وقبل ان تصبح لدى العراقيين القدرة على الدفاع عن حريتهم. ويواجه العراق الآن لحظة حرجة. فمع اقتراب الشعب
العراقي من حكم نفسه بنفسه يرجح ان يصبح الإرهبيون انشط وان يبدون قدرا أكبر من
الوحشية. ان المساعدة في انشاء ديمقراطية بعد عقود من الدكتاتورية هو مشروع هائل. لكن لدينا تفوقا كبيرا. فمتى يخيّر شعب في ذلك فانه يفضل العيش في حرية عوضا عن العيش في خوف. ان اعداءنا في العراق يمتازون بملء المستشفيات (بالقتلى والجرحى) الا انهم لا يشيدون أيا منها. وبامكانهم ان يحرضوا رجالا على القتل والانتحار لكنهم يعجزون عن الهام الرجال على عيش حياة من الأمل والبناء على تقدم بلادهم. فتأثير الإرهابيين يقتصر على العنف وبرنامج عملهم هو الموت. اما برنامج عملنا، وعلى نقيض برنامجهم، فهم الحرية، والاستقلال، والأمن، والرخاء للشعب العراقي. وبازالتنا مصدرا من مصادر العنف الإرهابي وعدم
الاستقرار في الشرق الأوسط فاننا نجعل بلادنا بالذات تتمتع بأمن أكثر. ومهمة أميركا في العراق ليست الحاق الهزيمة بعدو بل معاضدة صديق—حكومة حرة وممثلة للشعب تخدم شعبها وتحارب نيابة عنه. وكلما كان تحقيق ذلك الهدف أسرع، كلما كان أجل انتهاء مهمتنا أقرب. إن هناك خمس خطوات في خطتنا لمساعدة العراق على تحقيق الديمقراطية والحرية. فنحن سنسلم السلطة الى حكومة عراقية ذات سيادة؛ وسنساعد في ارساء الأمن؛ وسنواصل اعادة بناء البنية التحتية للعراق؛ وسنشجع المزيد من الدعم الدولي؛ وسنتجه نحو انتخابات وطنية ستدفع الى المقدمة بزعماء جدد مفوضين من قبل الشعب العراقي. واولى تلك الخطوات ستتم في الشهر القادم حينما سيسلم تحالفنا السيادة بالكامل الى حكومة مؤلفة من مواطنين عراقيين تمهد الطريق لانتخابات وطنية. ويوم 30 حزيران/يونيو ستتوقف سلطة الائتلاف المؤقتة عن الوجود ولن تستبدل. وسينتهي الاحتلال وسيتولى العراقيون شؤونهم الخاصة. كما ان السفير الأميركي (العتيد) لدى العراق جون نيغروبونتي سيقدم أوراق اعتماده الى الرئيس العراقي الجديد، وستكون لسفارتنا في بغداد نفس الغرض كما أية سفارة أميركية أخرى وهي ضمان قيام علاقات طيبة مع دولة ذات سيادة. وستواصل أميركا وبلدان أخرى تقديم خبراء فنيين لمساعدة وزارات الحكومة العراقية، الا أن هذه الوزارات ستكون مسؤولة تجاه رئيس الوزراء العراقي الجديد. ويعكف مبعوث الأمم المتحدة، الأخضر الابراهيمي، على التشاور مع طائفة عريضة من العراقيين لتقرير تشكيلة هذه الحكومة المؤقتة. وينوي المبعوث الخاص طرح أسماء وزراء الحكومة المؤقتة خلال الاسبوع الحالي. وبالاضافة إلى اختيار الرئيس ونائبين للرئيس ورئيس للوزراء، فإنه سيشرف على اختيار 26 وزيرا لترؤس وزارات الحكومة—من وزارة الصحة الى العدل والدفاع. وسيقدم المشورة لهذه الحكومة الجديدة مجلس وطني سيختاره عراقيون يمثلون تنوع البلاد، وذلك في تموز/يوليو. وستمارس هذه الحكومة المؤقتة سيادة كاملة حتى اجراء انتخابات قومية. وأميركا تدعم بالكامل جهود السيد الابراهيمي ولقد اوعزت الى سلطة الائتلاف المؤقتة بمساعدته بكل طريقة ممكنة. وتحضيرا لنقل السيادة، تم نقل الكثير من وظائف الحكومة إلى العراقيين. اذ باتت 12 وزارة تعمل في ظل السيطرة المباشرة للعراقيين. على سبيل المثال، خرجت وزارة التربية (الجديدة في العراق) من عمل الدعاية وهي معنية الآن بتعليم اطفال العراق. وتحت اشراف علاء الدين العلوان، قامت الوزارة بتدريب أكثر من 30 ألف مدرس ومشرف في مدارس العراق الجديد. وطوال هذه الفترة شكك البعض فيما اذا كان العراقيون جاهزين للحكم الذاتي، او ما اذا كانوا يريدونه، وطوال هذه الفترة قدم الشعب العراقي ردوده. ففي الأماكن التي التقى فيها العراقيون لمناقشة مستقبل بلادهم، ايدوا الحكومة التمثيلية وهم يمارسون الحكم الممثل للشعب. وقد انتخبت مدن وبلدات كثيرة في العراق مجالس بلدية وبلديات. ووراء العنف بدأ يلوح مجتمع مدني. ان تاريخ 30 حزيران/يونيو لانتقال السيادة هو التزام أساسي لاستراتيجيتنا. فالعراقيون شعب فخور يمقت السيطرة الأجنبية على شؤونه تماما كما نمقتها نحن. لكن بعد عقود في ظل طاغية، فان العراقيين يترددون في الثقة بالسلطة. وبمحافظته على وعده (بانتقال السيادة) يوم 30/6 فان التحالف سيبين ان لا مصلحة لدينا في الاحتلال, والسيادة الكاملة ستعطي العراقيين مصلحة مباشرة في انجاح حكومتهم بالذات. والعراقيون سيدركون انه حينما يشيدون مدرسة او يرممون جسرا فانهم لا يعملون لحساب سلطة الائتلاف المؤقتة بل لحسابهم. وحينما يقومون بحراسة شوارع بغداد او ينازلون ميليشيات راديكالية فانهم يحاربون من اجل بلادهم بالذات. اما الخطوة الثانية من خطة الديمقراطية في العراق فهي المساعدة في استتباب الاستقرار والأمن اللذين تقتضيهما الديمقراطية. فلقوات التحالف والشعب العراقي الأعداء ذاتهم: الإرهابيون، والميليشيات غير القانونية، واتباع صدام الذين يقفون عائقا بين الشعب العراقي ومستقبله كبلد حر. ونحن بعملنا كحلفاء سندافع عن العراق وسنهزم هؤلاء الأعداء. وستوفر أميركا القوات وما يلزم من دعم لتحقيق هذه الأهداف. وكان قادتنا العسكريون قد قدروا أن عدد قوات ما دون 115 الف جندي سيكون كافيا في هذه المرحلة من الحرب. وفي ضوء أعمال العنف الأخيرة فاننا سنحافظ على هذه المستوى الراهن من 138 الف جندي طول ما تقتضيه الضرورة. وقد اقتضى ذلك تمديد فترة خدمة الفرقة المدرعة الأولى وكتيبة المشاة الخفيفة الثانية – اذ كان من المقرر ان يعود 20 الف جندي من العراق في نيسان/أبريل. ان امتنا تقدر عملهم الشاق وتضحياتهم وبامكانهم ان يعلموا انهم سيتوجهون عائدين الى الوطن في وقت قريب. ويعكف الجنرال ابي زيد وغيره من القادة في العراق
على تقييم عدد القوات الذي يحتاجونه لانجاز مهمتهم. واذا احتاجوا لمزيد من القوات
فاني سأرسلهم الى هناك. وقواتنا تبدي مهارات استثنائية وبسالة. وإنني أشكرها على تضحياتها ومهماتها. في مدينة الفلوجة، قام انصار صدام ومقاتلون أجانب بأعمال عنف كثيرة من بينها اغتيال اربعة متعاقدين أميركيين. لقد كان بإمكان قوات الجيش والمارينز استخدام قوة ماحقة في\ تلك المدينة. الا ان قادتنا العسكريين تشاوروا مع مجلس الحكم العراقي ومسؤولين محليين وقرروا ان ضربات ثقيلة ضد العدو من شأنها ان تستعدي السكان المحليين وان تزيد من الدعم للمتمردين. وهكذا، اتبعنا نهجا مختلفا. اذ اننا بصدد جعل الأمن مسؤولية مشتركة في الفلوجة. فقد عمل قواد التحالف مع زعماء محليين لانشاء قوة أمنية عراقية بالكامل تقوم حاليا بتسيير دوريات حراسة في المدينة. وسيواصل جنودنا وافراد المارينز تعطيل هجمات العدو على طرق امدادتنا والقيام بدوريات مشتركة مع العراقيين لتدمير معامل القنابل والملاذات، وقتل او القبض على أي فرد من أفراد العدو. ونحن نريد ان تكتسب القوات العراقية خبرات وثقة في التعامل مع أعداء بلادها. ونحن نريد ان يعرف الشعب العراقي اننا نثق بقدراته المتنامية حتى في الوقت الذي نساعده على تنميتها. في الوقت نفسه يجب ان تتوقف الفلوجة عن كونها ملاذا للعدو وسيحاسب اولئك المسؤولون عن الإرهاب. وفي مدن النجف وكربلاء والكوفة كان وراء العنف رجل دين شاب راديكالي ويقود ميليشيا غير مشروعة. وقد كان افراد العدو هؤلاء يتسترون وراء مدنيين ابرياء ويخزنون أسلحة وذخائر في مساجد ويشنون هجمات من مقامات مقدسة. وقد تعامل جنودنا مع الأماكن المقدسة باحترام، وفي الوقت ذاته كانوا يقومون بتفكيك هذه الميليشيا غير المشروعة بصورة منهجية. كما نلمس أن العراقيين أنفسهم بدأوا يتحملون المزيد من المسؤولية عن اعادة الأمن وفي الاسابيع الأخيرة طردت قوات عراقية عناصر من هذه الميليشيا من مكتب محافظ النجف. وامس، قامت قوة عراقية نخبوية بتفريغ مخبأ أسلحة في مسجد كبير في الكوفة مما كان فيه من اسلحة. وقد ناشد زعماء شيعة يتمتعون باحترام الميليشيا بالانسحاب من هذه المدن فيما تظاهر عراقيون عاديون ضد المتشددين. ومع تصاعد حدة التوترات في الفلوجة والنجف وغيرهما من مدن، ستصبح تكتيكات قواتنا العسكرية أكثر مرونة. وسيولي القواد الميدانيون اهتماما وثيقا للظروف المحلية وسنفعل كل ما هو ضروري لاستخدام القوة المدروسة او القوة الكاسحة لإشاعة الاستقرار في العراق. وقد شرعت قوات الشرطة والحدود العراقية بتحمل مسؤوليات أوسع. وفي نهاية المطاف عليها ان تكون المدافعة الأساسية عن الأمن في العراق مع انسحاب القوات الأميركية وقوات التحالف. ونحن سنساعدها في الإعداد لهذا الدور. في بعض الحالات، كان أداء القوات العراقية في المراحل الأولى دون المطلوب. فالبعض رفض أوامر للاشتباك مع العدو. وقد تعلمنا من هذه الإخفاقات واتخذنا خطوات لتصحيحها. الوحدات المقاتلة بنجاح تحتاج إلى شعور بالتماسك ولذلك أطلنا وكثفنا تدريبها. والوحدات الناجحة بحاجة لأن تعرف أنها تقاتل من أجل مستقبل بلدها، وليس من أجل أية سلطة احتلال. ولذلك نحن نتأكد من أن القوات العراقية تخدم تحت سلسلة قيادة عراقية. والوحدات المقاتلة الناجحة تحتاج إلى أفضل قيادة ممكنة. ولذلك حسنا فحص وتدريب الضباط وكبار العسكريين. وبتوجيه مني، وبتأييد من السلطات العراقية، نحن نسرّع برنامجنا للمساعدة على تدريب العراقيين على الدفاع عن بلدهم. إن فريقا جديدا من كبار الضباط العسكريين يقوم الآن بتقويم كل وحدة في قوات الأمن العراقية. وقد طلبت من هذا الفريق أن يشرف على تدريب قوة من 260,000 جندي عراقي، وشرطي وعناصر أمنية أخرى. وهناك الآن خمس كتائب من الجيش العراقي في الميدان، و8 كتائب أخرى ستنضم اليها بحول 1 تموز / يوليو. والهدف النهائي هو جيش عراقي من 35,000 جندي موزعين على 27 كتيبة ومستعدين كليا للدفاع عن بلدهم. وبعد 30 حزيران / يونيو ستبقى هناك مهام أخرى تنتظر القوات الأميركية وقوات أخرى. وستعمل القوات الأميركية المسلحة في العراق تحت قيادة أميركية كجزء من قوة متعددة الجنسيات أجازتها الأمم المتحدة. وستظل الحكومة العراقية الجديدة ذات السيادة تواجه تحديات أمنية هائلة وقواتنا ستكون هناك لكي تقدم لها المساعدة. والخطوة الثالثة في الخطة الخاصة بالديمقراطية العراقية هي الاستمرار في إعادة بناء البنية التحتية لذلك البلد كي يستطيع عراق حر أن يستعيد بسرعة الاستقلال الاقتصادي ونوعية حياة أفضل. وقد ساعد تحالفنا فعلا العراقيين على إعادة بناء المدارس وتجديد المستشفيات والعيادات الصحية، وإصلاح الجسور وتحديث شبكات الكهرباء وأنظمة الاتصالات. والآن أخذ اقتصاد خاص متنام يتبلور. وقد طرحت عملة جديدة، ووافق مجلس الحكم العراقي على قانون جديد يفتح البلاد أمام استثمارات أجنبية لأول مرة منذ عشرات السنين. وحرر العراق سياسته التجارية. واليوم، يحضر مراقب عراقي اجتماعات منظمة التجارة العالمية. وانتاج النفط العراقي بلغ أكثر من مليوني برميل يوميا، مولدا دخلا بلغ حوالي 6 بلايين دولار حتى الآن هذا العام وهي أموال تستخدم لمساعدة الشعب العراقي. وجزئيا بفضل جهودنا، وجهود وزير الخارجية السابق جيمس بيكر، تعهد الكثيرون من أكبر دائني العراق بمسامحة أو تخفيض الدين العراقي الذي تسبب به النظام السابق تخفيضا كبيرا. إننا نحقق تقدما، لكن مع ذلك لا يزال هناك عمل كثير ينبغي القيام به. على مدى عشرات السنين من حكم صدام، سمح لبنية العراق التحتية بأن تنهار بينما كانت الأموال تنفق على القصور وعلى الحروب وعلى برامج الأسلحة. ونحن نحث دولا أخرى على التبرع لإعادة بناء العراق، وقد تعهدت 37 دولة، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، حتى الآن بدفع مبلغ 13.5 بليون دولار من المساعدة. وقد خصصت أميركا أكثر من 20 بليون دولار لمشاريع إعادة البناء والتنمية في العراق. ولضمان أن تنفق أموالنا بصورة حكيمة وفعالة، سيكون لسفارتنا الجديدة في العراق مكاتب إقليمية في عدد من المدن الرئيسية. وهذه المكاتب ستعمل بصورة وثيقة مع العراقيين على جميع مستويات الحكومة للمساعدة على التأكد من أن المشاريع تكتمل على الوقت وحسب الميزانية. وسيحتاج عراق جديد أيضا إلى نظام سجون إنساني يتم الاشراف عليه بصورة جيدة. ففي ظل حكم الدكتاتور، كانت سجون أمثال أبو غريب رموزا للقتل والتعذيب. وقد أصبح ذلك السجن نفسه رمزا لسلوك مشين من قبل حفنة من الجنود الأميركيين الذين لوثوا شرف بلدنا واستخفوا بقيمنا. إن أميركا ستمول بناء سجن حديث مزود بأقصى الإجراءات الأمنية. وعندما ينتهي بناء ذلك السجن، سينقل السجناء في أبو غريب إلى مكان آخر. وبعد ذلك، وبموافقة الحكومة العراقية، سنهدم سجن أبو غريب كرمز مناسب لبداية العراق الجديدة. والخطوة الرابعة في خطتنا هي الحصول على دعم دولي إضافي لتحول العراق. لقد التجأت الولايات المتحدة في كل مرحلة إلى الأمم المتحدة لمجابهة صدام حسين، والتعهد بتبعات خطيرة جراء تصرفاته والبدء بتعمير العراق. واليوم طرحت الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى مسودة قرار جديد في مجلس الأمن للمساعدة على دفع العراق في اتجاه الحكم الذاتي. وقد كلفت وزير الخارجية باول بالعمل مع زملائه الأعضاء في مجلس الأمن للمصادقة على الجدول الزمني الذي تبناه العراقيون، والإعراب عن التأييد الدولي لحكومة العراق المؤقتة، وإعادة تأكيد التزام العالم الأمني بالشعب العراقي وتشجيع أعضاء آخرين في الأمم المتحدة على الانضمام إلى ذلك الجهد. ورغم الخلافات الماضية، أبدى معظم الدول تأييدا قويا لنجاح عراق حر، وأنا على يقين من أنها ستشارك في تحمل مسؤولية تأمين ذلك النجاح. وفي قمة ناتو في اسطنبول الشهر القادم، سأشكر حلفاءنا الـ 15 في ناتو الذين لديهم معا أكثر من 17,000 جندي على الأرض في العراق. إن كلا من بريطانيا وبولندا تقود فرقة متعددة الجنسيات تقوم بتأمين أجزاء مهمة من البلاد. وناتو نفسه يقدم دعما استخباراتيا ولوجستيا واتصالاتيا مفيدا للفرقة التي يقودها بولنديون. وفي القمة سنناقش دور ناتو في مساعدة العراق على بناء ديمقراطيته وتأمينها. والخطوة الخامسة والأهم هي انتخابات وطنية حرة، ستجري في وقت لا يتعدى كانون الثاني / يناير القادم. إن فريقا من الأمم المتحدة برئاسة كارينا بيرالي موجود الآن في العراق حيث يساعد على تشكيل لجنة انتخابات مستقلة تشرف على انتخابات وطنية دقيقة ومنظمة. وفي تلك الانتخابات، سيختار العراقيون مجلسا وطنيا انتقاليا، هو أول هيئة حكم وطنية تمثيلية حقا ومنتخبة انتخابا حرا في تاريخ العراق. وهذا المجلس سيخدم كمجلس العراق التشريعي وسيختار حكومة انتقالية لديها سلطات تنفيذية. وسيضع المجلس التشريعي الانتقالي أيضا مسودة دستور جديد، يقدم إلى الشعب العراقي من أجل استفتاء تقرر أن يجري في خريف عام 2005. وبموجب هذا الدستور الجديد، سينتخب العراق حكومة دائمة في نهاية العام القادم. وفي هذا الوقت من الحرب والتحرير وإعادة البناء، أخذ الجنود والمدنيون الأميركيون على الأرض يعرفون المواطنين العراقيين ويحترمونهم. إنهم شعب أبيّ يعتنق آراء قوية ومتنوعة. ومع ذلك، فإن العراقيين متحدون في قناعة واسعة وعميقة. إنهم مصممون على ألا يعيشوا مرة أخرى تحت رحمة دكتاتور. وهم يعتقدون أن انتخابات وطنية ستضع ذلك الوقت الأسود وراءهم. إن حكومة تمثيلية تصون الحقوق الأساسية، منتخبة من قبل العراقيين، هي أفضل دفاع ضد عودة الطغيان. وتلك الانتخابات آتية. وإكمال الخطوات الخمس نحو حكومة ذاتية عراقية منتخبة لن يكون سهلا. هناك احتمال بأن يقع مزيد من العنف قبل انتقال السيادة وبعد انتقال السيادة. فالارهابيون وأنصار صدام يفضلون أن يروا كثيرا من العراقيين يموتون على أن يدعوا أيا منهم يعيش في حرية. لكن الارهابيين لن يقرروا مستقبل العراق. إن البلاد تتجه كل أسبوع نحو انتخابات حرة ومكان دائم بين الدول الحرة. وشأنهم شأن كل دولة اجتازت الطريق نحو الديمقراطية، سيشكل العراقيون حكومة تعكس ثقافتهم وقيمهم. لقد أرسلت جنودا أميركيين إلى العراق للدفاع عن أمننا، وليس للبقاء كسلطة احتلال. أرسلت جنودا أميركيين إلى العراق لجعل أبنائه أحرارا، وليس لجعلهم أميركيين. العراقيون سيكتبون تاريخهم الخاص بهم ويجدون طريقهم الخاص بهم. وإذ يفعلون ذلك، يمكنهم أن يتأكدوا من أن عراقا حرا سيجد دائما في الولايات المتحدة صديقا. خلال أل 32 شهرا الماضية، ألقى التاريخ بأعباء جسيمة على عاتق بلدنا وتوالت الأحداث بسرعة. لقد شاهد الأميركيون لهيب 11 أيلول / سبتمبر، وتتبعوا المعارك في جبال أفغانستان وتعلموا تعابير جديدة مثل التحذير البرتقالي، والريسين، والقنبلة القذرة. ورأينا قتلة يهاجمون قطارات في مدريد، ومصرفا في اسطنبول، وكنيسا في تونس، وملهى ليليا في بالي. والآن عائلات جنودنا وعمالنا المدنيين يصلّون من أجل أبنائهم وبناتهم في الموصل، وكربلاء، وبغداد. إننا لم ننشد هذه الحرب على الإرهاب، لكن هذا هو العالم كما نجده. علينا أن نواصل تركيزنا. وعلينا أن نقوم بواجبنا. التاريخ يتحرك وسوف يميل نحو الأمل أو يميل نحو الفاجعة. الإرهابيون لديهم رؤيا تقود وتفسر كل أعمال القتل المتنوعة التي يقومون بها. إنهم يسعون إلى فرض حكم شبيه بحكم طالبان على بلد بعد الآخر عبر الشرق الأوسط الكبير. وهم يسعون إلى السيطرة على كل شخص في العقل والروح؛ مجتمع قاس ليس للنساء فيه صوت ويعاملن بقسوة. إنهم ينشدون قواعد عمليات لتدريب مزيد من القتلة وتصدير مزيد من العنف. إنهم يرتكبون أعمال قتل مثيرة لصدم، وإخافة وتثبيط عزائم الدول المتحضرة، آملين أن نتراجع من العالم ونترك لهم الساحة. إنهم يسعون وراء امتلاك أسلحة دمار شامل لفرض إرادتهم عبر الابتزاز والهجمات الكارثية. لا شيء من هذا هو تعبير عن دين. إنه توتاليتارية، أيديولوجية سياسية تتّبع بحماسة شديدة وبدون وعي. وتصرفاتنا نحن أيضا تقودها رؤيا. نحن نعتقد بأن الحرية يمكنها أن تحسن وتغير الحياة في الشرق الأوسط الكبير مثلما حسنت وغيرت الحياة في آسيا، وفي أميركا اللاتينية، وفي أوروبا الشرقية وأفريقيا. ونعتقد أنها مأساة تاريخية أنه في الشرق الأوسط، الذي أعطى العالم هبات عظيمة من القانون والعلوم والأديان هناك الكثيرون الذين تخلفوا بسبب الطغيان والتعصب المنفلتين. إننا نعتقد بأنه عندما يسمح أخيرا لشعوب الشرق الأوسط بأن تعيش وتفكر وتعمل وتعبد كرجال ونساء أحرار، فإنهم سيسترجعون عظمة تراثهم. وعندما يحل ذلك اليوم، ستذوي المرارة والكراهية الملتهبة اللتين غذتا الإرهاب وتتلاشيان. وستكون أميركا والعالم بأسره أكثر سلما عندما يعود الأمل إلى الشرق الأوسط. هاتان الرؤيتان – رؤيا الطغيان والقتل، والأخرى رؤيا الحرية والحياة – اصطدمتا في أفغانستان. وبفضل قوات أميركية ومتحالفة شجاعة ووطنيين أفغان، انتهى كابوس طالبان وعادت الحياة إلى ذلك البلد من جديد. وهاتان الرؤيتان تلاقتا الآن في العراق وهما تتنافسان من أجل مستقبل ذلك البلد. إن فشل الحرية لن يكون من شأنه سوى أن يسجل بداية الخطر والعنف. لكن، مواطني الأميركيين، إننا لن نفشل. إننا سنثابر وسنهزم هذا العدو وسنحافظ على المكاسب التي حققناها بجهد بالغ من أجل دنيا الحرية. (نهاية النص) **** | |
الصفحة
الرئيسية |
الوثائق
الرسمية |
الميزانية
والمالية |
النصوص |
التصريحات
الصحفية
|