البيت الأبيض
مكتب المتحدث الصحفي
15 أيار/مايو 2004
حيث الرئيس الإذاعي إلى الأمة
الرئيس: أسعدتم صباحا. أصيب بلدنا هذا الأسبوع
بالغثيان لمقتل المدني الأميركي نيكولاس بيرغ. ويذكّرنا الإعدام الوحشي لهذا
الإنسان البريء بالطبيعة الحقيقة لعدونا الإرهابي وبخطورة هذا الصراع. فالإرهابيون
يفرحون بقتل الإبرياء ويعدون بعنف مماثل ضد الأميركيين وضد كل الشعوب الحرّة وضد
المسلمين الذين يرفضون إيديولوجيتهم في القتل. ولذا فإن همجيتهم لن تشبع ولن يشفى
غليل كراهيتهم. وليس هناك سوى سبيل واحد للتعامل مع الإرهاب، وهو أن علينا أن نجابه
العدو ونستمر في هجومنا حتى نلحق الهزيمة بهؤلاء القتلة.
إن هذا بالتحديد هو ما تقوم به قواتنا وقوات ائتلافنا بالفعل. ففي الفلوجة وحولها
تقوم قوات مشاة البحرية الأميركية بدوريات مشتركة مع القوات العراقية المحلية من
أجل انتزاع السيطرة من الموالين لصدام والمقاتلين الأجانب وغيرهم من المليشات. كذلك
تقوم قوات مشاة البحرية بشن غارات في المدن المجاورة لوقف هجمات العدو على خطوط
الإمداد والتموين واستئصال المقاتلين المناوئين للتحالف.
وأما في الجنوب وفي المناطق المحيطة بالنجف وكربلاء فإن أفراد الجيش الأميركي
يقومون بالتعاون مع قوات الأمن العراقية تقوم بعمليات منتظمة لتفتيت المليشات غير
الشرعية التي يتزعمها الزعيم الديني المتطرف (مقتدى) الصدر وحرضت على العنف لكي
تتسنى لها السيطرة. إلا أن قوات الأمن العراقية طردت عناصر هذه المليشات من مسجد في
كربلاء حيث كانت تقوم بتخزين العتاد والذخائر. فالشعب العراقي يعارض أعمال هذه
المليشات غير المشروعة كما دعا الزعماء الدينيون الشيعة هذه المليشات إلى الانسحاب.
وقد شهدت الأيام الأخيرة مظاهرات خرج فيها العراقيون إلى الشوارع مطالبين المليشات
بالانسحاب من مدنهم وبلداتهم.
إننا إذ نواصل هجماتنا على أعداء حرية العراق وهزيمتهم، سنستمر في العمل مع
القياديين العراقيين لإقامة حكومة حرة ديمقراطية ومستقلة. وقد عاد مبعوث الأمم
المتحدة الخاص السيد الإبراهيمي إلى العراق حيث يجري الآن مشاورات مع جماعات
العراقيين المختلفة. وستتخذ خلال الأسابيع القليلة القادمة قرارات هامة بالنسبة
لتشكيل الحكومة العراقية الانتقالية الجديدة، وسيرتفع في الثلاثين من حزيران/يونيو
علم العراق الحر، وستتولى الحكومة العراقية الانتقالية سلطة السيادة. أما أميركا
فإنها ستفي بالتزامها باستقلال العراق والمحافظة على كرامته الوطنية وكرامة الشعب
العراقي. إذ ستستمر بعد الأول من تموز/يوليو المهمة الحيوية للقوات العسكرية وهي
المساعدة في توفير الأمن.
تقوم قوات الائتلاف بتدريب آلاف العراقيين على حماية العراق الحر من العدوان
الخارجي ومن التخريب الداخلي. فستبقى قواتنا في العراق تقدم المساعدة للشعب العراقي
حتى يصبح العراقيون قادرين على حماية أمنهم بأنفسهم. فبلدنا يكنّ قدرا كبيرا من
الاحترام للشعب العراقي، ونحن مصممون على الكشف عن أولئك الذين أساءوا معاملة
المعتقلين العراقيين ومعاقبتهم. وقد وجهت التهم إلى سبعة مجندين وحدد الأسبوع
القادم موعدا لبدء أول محاكمة. وإن حكومتي مصصمة مع القوات الأميركية المسلحة على
عدم تكرار مثل هذه الإساءة مطلقا.
ويعلم كل الأميركيين أن أفعال قلة منهم لا تعبر عن الخلق الحقيقي للقوات الأميركية
المسلحة. فلم يسبق لأي قوة عسكرية في التاريخ وأن حاربت بالعزم والتكرار الذي حاربت
به القوات الأميركية في سبيل حرية الآخرين. وها هي قواتنا اليوم تطارد الإرهابين
وتدفعهم على الفرار في جميع أنحاء العالم. وهي تساعد شعبي أفغانستان والعراق في
بناء مجتمعات ديمقراطية تجعل من أميركا بلدا أكثر أمنا. وإن شعبي البلدين وشعوب
العالم تدرك، من خلال المثل الذي تضربه هذه القوات، أن الحرية هي الرد على اليأس
والإرهاب. وإن رجالنا ونساءنا في القوات الأميركية المسلحة يدافعون عن أميركا
بإيثار وشجاعة، وجلبت إنجازاتهم العزة والمصداقية لهذا البلد.