البيت الأبيض
مكتب السكرتير الصحفي
(كروفورد، تكساس)
السبت 10 نيسان/إبريل 2004
الرئيس: أسعدتم صباحا. واجهت قوات تحالفنا في
العراق هذا الأسبوع تحديات ونقلت الحرب إلى ساحة العدو. وستستمر معركتنا في
الأسابيع القادمة.
ففي الوقت الذي يقترب فيه موعد نقل السيادة العراقية في 30 حزيران/يونيو تحاول فئة
قليلة تحويل الديمقراطية العراقية عن مسارها والاستيلاء على السلطة. فقد شن مؤيدو
صدام حسين والإرهابيون هجمات ضد قوات تحالفنا في بعض المدن. وجرى التحريض على
الهجمات في مناطق أخرى من قبل متطرف اسمه مقتدى الصدر المطلوب بتهمة قتل رجل دين
شيعي محترم. فقد دعا الصدر إلى العنف ضد قوات التحالف وأرهبت عصابة مجرميه الشعب
العراقي والمواطنين العاديين.
ولذا فإن قوات ائتلافنا تشن هجوما متشعبا يستهدف عدة مدن. ففي الفلوجة تعمل قوات
مشاة البحرية من خلال "عملية التصميم اليقظ" للسيطرة على المدينة من منزل إلى منزل.
وإلى الجنوب من ذلك استولت القوات المشاركة في "عملية السيف القاطع" على زمام
المبادرة من مليشات الصدر. وتقوم قوات تحالفنا للرد السريع بملاحقة العدو للعثور
عليه ومشاغلته. ويتم خلال ذلك أخذ الأسرى وجمع المعلومات الاستخبارية. وستستمر
عملياتنا الحاسمة حتى يتم الانتهاء من أعداء الديمقراطية هؤلاء.
اقترح البعض أن نردّ على الهجمات الأخيرة بتأخير موعد انتقال السيادة العراقية.
وهذا بالذات ما يريده أعداؤنا. فهم يريدون أن يملوا مسيرة الأحداث في العراق لكي
يحرموا الشعب العراقي من أن يكون له صوت حقيقي في تقرير مصيره. يريدون أن تتراجع
أميركا وائتلافنا عن تعهداتنا والعالم يتفرج علينا. لكن أعداء الحرية سيفشلون في
تحقيق مطامعهم هذه وستتحقق السيادة في 30 حزيران/يونيو.
لقد أقر مجلس الحكم العراقي في آذار/مارس وثيقة تحمي حقوق الشعب العراقي وتحدد
جدولا زمنيا للانتخابات وتمهد الطريق أمام وضع دستور دائم، ويقوم المبعوث الخاص
للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي في هذا الوقت بالذات بإجراء مشاورات مكثفة مع
قاعدة عريضة من العراقيين حول شكل الحكومة التي ستتولى السلطة في أول تموز/يوليو،
ونحن نرحب بمشاركة الأمم المتحدة.
سيسجل انتقال سلطة السيادة بداية حكم جديد ونهاية واجبات الائتلاف الإدارية. لكن
التزام الائتلاف تجاه الشعب العراقي سيستمر، وسنقوم بإنشاء سفارة تتولى حماية مصالح
بلادنا، وسنواصل تقديم العون للشعب العراقي لمساعدته في إعادة بناء اقتصاده الذي
قوضته عقود من الدكتاتورية والفساد، وسيبقى ائتلافنا على التزامه تجاه أمن العراق.
من المقرر أن تجري انتخابات عراقية لاختيار حكومة دائمة في أواخر عام 2005، ويمكن
عندها للحكومة المنتخبة أن تثق بمساعدة الائتلاف وتعتمد عليها. فإننا سنقف إلى جانب
الشعب العراقي، مهما طال الزمن، لضمان تحقيق الاستقرار لديمقراطيته الشابة والتأكد
من سلامتها ونجاحها.
إن أميركا، كما سبق وأن فعلت من قبل، تحارب في جانب الحرية، حرية العراق وحرية
الشرق الأوسط، لأن هذا الهدف يخدم مصالح المنطقة كما يخدم مصالح الولايات المتحدة
وكافة الدول المحبة للسلام. فمع تزايد تحول الشرق الأوسط الكبير إلى منطقة تنتعش
فيها الحرية، تتحسن معيشة الملايين من سكان المنطقة وتصبح الولايات المتحدة والعالم
بأسره أكثر أمانا.
لقد قلت في أول أيام الحرب على الإرهاب إن بلادنا ستواجه فترات من الكفاح والاختبار.
وها نحن نشهد مع اقتراب الانتقال في 30 حزيران/يونيو استمرار امتحان الإرادة بين
أعداء الحرية وحماتها، وسنفوز في امتحان الإرادة ونتخطى كل العقبات، لأن قضية
الحرية والأمن تستحق ما نبذله من كفاح.
سيحتفل العديد من رجالنا ونسائنا، العاملين في القوات المسلحة على خدمة هذه القضية،
في عطلة هذا الأسبوع (الأحد) بعيد الفصح والفصح اليهودي بعيدا عن ديارهم. وسيذكر
شعبنا في صلواته في هذه المناسبة التي تحيي الأمل والحرية أولئك الطيبين الشجعان في
قواتنا المسلحة، فهم أفضل أبناء أميركا، وأميركا تقف وراءهم بحزم.