|
|
آرميتيج: كسب المعارك العسكرية وكسب القلوب والعقول أصبحا عملية مشتركة حتى الآن كان شهر آذار/مارس شهر الرسائل المتباينةفخلال أسبوع واحد كانت ليبيا
تواصل العمل لإنجاز تعهدها التاريخي بالتخلص من برامج أسلحتها النووية والكيماوية
والبيولوجية، وكان الإرهابيون يضربون في قلب أوروبا مما أسفر عن عواقب مأساوية لشعب
أسبانيا وفي هذا الوقت الذي تسوده أخطار فظيعة وفرص غير
عادية فضلا عن التشوش والبلبلة، هناك شئ واضح، وهو: أن الولايات المتحدة تحتاج إلى
قوة الدبلوماسية لكي تكسب في زمن السلم بنفس القدر الذي احتجنا فيه إلى القوة
المسلحة لكي نكسب في زمن الحرب ومع ذلك فإن النجاح قد يبدو مهمة عسيرة إذا أخذنا
في الاعتبار مايتردد يوميا من أخبار عن عمليات إطلاق النار والقنابل التي تنفجر على
الطرقولسوء الحظ فإنه لايبدو أن تعاقب الحرب والسلام لم يعد متوقعا في القرن
الحادي والعشرين مثلما كان في السابقفكسب المعارك العسكرية وكسب القلوب والعقول –أي
قوة السلاح وقوة الدبلوماسية – أصبحا بدرجة متزايدة عملية مشتركة وهذا هو السبب في أن الولايات المتحدة ستصمد في
العراق، وتوجد معنا هناك صحبة طيبةفاليوم يوجد 24,500 جندي من 34 دولة يقفون إلى
جوار جنودنا في العراقوهناك عشرات الدول تشارك في جهود إعادة الإعمار وقد تعهدت
بتقديم آلاف الملايين من الدولارات على صورة تبرعات وما شابههاكما أن الأمم
المتحدة تشارك أيضاومنذ أيار/مايو 2003 أجاز مجلس الأمن الدولي أربعة قرارات،
وضعت إطارا شاملا للمشاركة الدولية وكيفية التقدموقد مهدت تلك القرارات الطريق
أيضا لمشاركة الأمم المتحدة بدرجة أشمل وعلى نطاق أوسع لقد وقّع مجلس الحكم العراقي يوم 8 آذار/مارس 2004
وثيقة مهمة جدا هي قانون إدارة الدولة في المرحلة الانتقاليةوبمقتضى هذا القانون
ستتشكل حكومة عراقية مستقلة تحكم البلاد ابتداء من شهر تموز/يوليو من العام الحالي
حتى إجراء الانتخابات في عام 2005ويمكن اعتبار قانون إدارة الدولة المؤقت أيضا
بيانا للنوايا في المستقبل، بتعهده بوجود حكومة جمهورية فيدرالية ديمقراطية وتعددية،
تكون فيها سيطرة مدنية على الجيش؛ وتضمن في ظلها حقوق المرأة؛ وحماية شاملة لحقوق
كل العراقيينوفيما يمثل الفصل بين الدين والدولة مفهوما أساسيا في الديمقراطيات
الغربية فإن العراق لن يكون ديمقراطية غربيةومن الملائم أن يكون الإسلام أحد
مصادر التشريع فيه وبالطبع فإنه من غير المتوقع أن تتأصل جذور التطورات السياسية الواعدة بدون اقتصاد أفضلفاحتياجات إعادة الإعمار المطلوب في العراق ضخمةوقبل عملية تحرير العراق كان المحظوظون الذين حظيوا بالعيش في بلدة صدام حسين أو بالقرب من أحد قصوره يتمتعون بقدر معين من الخدماتأما بقية العراق، فكان يعاني من نقص وعجز شائع في كل شئ ابتداء من الكهرباء وحتى الكتب المدرسية.
السبب فإن القوات الأميركية والقوات الدولية
ستبقى في العراقوستواصل وزارة الدفاع تدريب القوات المسلحة العراقية، بهدف طموح
يتمثل في استكمال تدريب قوة قوامها 40,000 فرد بنهاية العام الحاليوفي الوقت نفسه،
تقوم وزارة الخارجية بتعيين وتدريب قوات أخرى لتطبيق القانون (قوات شرطة)كما تعمل
سلطة التحالف المؤقتة من أجل التخلص من ملايين الألغام الأرضية وتحويل برامج تصنيع
الأسلحة غير التقليدية والمنشآت التي تصلح للاستخدام المزدوج إلى القيام بمهمات
سلمية مدنية إن سلطة التحالف المؤقتة في ظل القيادة الرشيدة
للدبلوماسي المتمرس السفير جري بريمر قد تحملت بحق عبئا شاقا بصورة مثيرة للإعجاب
وهذا العمل سيستمر أمدا طويلا إلى ما بعد انتهاء مهمة سلطة التحالف المؤقتة نفسها،
التي لن تصبح موجودة في نهاية حزيران/يونيو 2004وعند هذه النقطة ستتولى الحكومة
الانتقالية العراقية السيادة الكاملة وستصبح للولايات المتحدة بعثة دبلوماسية في
بغداد، ستكون عند افتتاحها أكبر سفارة أميركية في العالم
| |
الصفحة
الرئيسية |
الوثائق
الرسمية |
الميزانية
والمالية |
النصوص |
التصريحات
الصحفية
|