السفير باول بريمر
المدير الإداري لسلطة الائتلاف المؤقتة
في ذكرى مرور 40 يوم على تفجيرات اربيل
أربيل، العراق
15 آذار 2004
قبل أربعون يوم في مكان غير بعيد من هنا قتل الإرهابيون أعداد
كبيرة من الناس وجرحوا مئات أخرى في هجومين منفصلين.
بالاصالة عن نفسي، ونيابة عن سلطة الائتلاف المؤقتة والولايات المتحدة الأمريكية،
أعرب ثانية عن عميق تعاطفي مع جميع المصابين هنا منذ 40 يوم مضت يوم ومع عائلات
اولئك الذين قُتلوا.
مرة أخرى، كما حدث كثيراً في الماضي، كان الكُرد ضحية العنف الدامي. في تاريخ
العالم الحديث هناك القلائل، إن وجدوا، الذين عانوا أكثر من الشعب الكردي .
لكن هؤلاء الذين ضربوا هذه المنطقة كانوا يهدفون الى شيء يفوق الأيذاء الجسدي
المباشر لضحاياهم. في إربيل وبغداد وكربلاء ومؤخراً في مدريد، إعتزم القتلة إرسال
رسالةً من خلال المعاناة الجسدية المباشرة للضحايا. الإرهابيون الذين قتلوا وأعاقوا
الكثيرين هنا وجهوا ضربة مؤلمة لمجتمعكم وسرقوا منكم آبائكك وإخوتكم وأمهاتكم
وأطفالكم، وهم أيضاً سرقوا منك مواطنين مجدّين يحبون مجتمعهم كان من المؤكد أن
يكونوا زعماء في العراق الجديد. لكنهم أيضاً وجهوا ضربة لجوهر ما يناضل من أجله
الغالبية العظمى من العراقيين وهو ان يصبحوا ــ أعضاء في نظام ديمقراطي تعددي يرتكز
على مفهوم أساسه " هناك مكان للجميع".
جزءأ من مستقبل العراق المليء بالأمل هو الحصول على بلد يمكن فيه للعرب والكرد
والتركمان والأشوريون والمسيحيون والسنة والشيعة، الذين يمثلون كل الشعب العراقي،
العمل معاً لتحقيق مصالحهم المشتركة. إنها رؤية متناغمة وسمحة وتنم عن الإحترام
المتبادل وهي التي إستهدفها الإرهابيون في 1 شباط.
لقد عانى آخرون منذ 1 شباط، لكن مسيرة العراق نحو مستقبله المليء بالأمل مستمرة
بالرغم من المعاناة التي يفرضها الأشرار. إن قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية
والذي يضمن حقوق الجميع، بضمنها الحقوق الكردية، سيرشد الحكومة المؤقتة التي ستتولى
السلطة في 30 حزيران وسيخط المسار إلى الديمقراطية .
لقد فرض الإرهابيون المعاناة في كل ارجاء العراق. إنهم يجعلون الشعب العراق بإكمله
يدفع ثمناً باهضاً بدماءه. لكن الإرهابيين يخسرون سباقهم ضد الشعب العراقي. إنهم
يعرفون بأنهم يخسرون ذلك السباق. وكما قال أبو مصعب الزرقاوي الإرهابي في رسالته،
إن الديمقراطية في العراق تزيل حجة الإرهاب.
إنهم يخسرون لأن الشعب العراقي يعرف لماذا يقوم الإرهابين بذلك، إنهم قتلة يبحثون
عن الفوضى والكراهية.
إنهم يخسرون وسيستمرون في الخسارة لأنه هنا في إربيل، كما في بغداد وكربلاء وكل
الأماكن الأخرى قام الإرهابيون بضرب الشعب المُتحد في العراق الذي لن يُهزَم ابداً.
مبروك العراق الجديد.
عاش العراق