|
|
باول يتعهد بإحقاق العدالة في انتهاكات العراق، وباستمرار الجهود في عملية السلام بالشرق الأوسط مقالة رأي بقلم كولن باول وزير الخارجية الأميركية
واشنطن، 20 أيار/مايو 2004 – في ما يلي نص مقالة رأي لوزير الخارجية الأميركي كولن باول تطرق فيها إلى التزام الولايات المتحدة إحقاق العدالة في قضية إساءة معاملة السجناء العراقيين، ومواصلة العمل على حل قضية الشرق الأوسط.
الكثير من أصدقائنا في جميع أرجاء العالم يتشاطرون جزع كل الأميركيين إزاء الكشف عما حدث مؤخرا من انتهاكات في سجن أبو غريب العسكري. وأستطيع أن أقول لكم من أعماق قلبي: إننا سوف نعالج هذا الموضوع. وسنتأكد من أن العدالة تأخذ مجراها. وقد أعرب الرئيس باسم الشعب الأميركي عن اعتذاره على ما حدث، وسوف نعزز هذا الاعتذار.
أستطيع أن أقول لكم كجندي سابق خدم الولايات المتحدة لمدة 35 عاما أن ما شاهدناه كان مثار قلق شديد لنا. كما أنه لا يتسق مع ما رأيته طوال سنوات خدمتي كجندي. إن أولئك المحتجزين لدينا، بغض النظر عن كونهم أبرياء أو مدانين ما كان ينبغي أن يكونوا عرضة لإساءة المعاملة تلك على الإطلاق.
إننا لا نحاول التهرب مما حدث. فالقيادة العليا في وزارة الدفاع الأميركية مثلت أمام الكونغرس الأميركي، في جلسة استماع علنية للإجابة عن الأسئلة أمام العالم كله . كما أصدر وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد توجيهاته بإجراء ستة تحقيقات منفصلة في الموضوع.
وسوف تظهر قوة أميركا في كيفية ردنا على تلك الادعاءات. سنضرب مثالا على الانفتاح والمحاسبة بضمان أن أولئك المسؤولين عن تلك الانتهاكات سيحاسبون وأن تلك الانتهاكات لن تتكرر. وسيرى العالم أننا دولة تحقق العدالة، وأن القيم التي لطالما تفاخرنا بها دائما هي القيم التي سنتبعها للتأكد من أن العدالة ستتحقق في هذه الحالة.
وفيما نواجه تلك الموضوعات بأسلوب مباشر وصريح، فإننا نتحرك قدما من أجل إعادة السيادة للعراق ومساعدة العراقيين على بناء بلد آمن يسوده الرخاء. إننا نعمل مع شعب العراق والأمم المتحدة وشركائنا في التحالف لتمهيد الطريق نحو التقدم. إننا ندعم دعما كاملا جهود الأمم المتحدة في العراق، تحت قيادة السفير الأخضر الإبراهيمي، بإجراء مشاورات على نطاق واسع مع كبار الشخصيات العراقية في جميع أرجاء البلاد من أجل تشكيل حكومة انتقالية عراقية كاملة السيادة تتسلم السلطة يوم 30 حزيران/يونيو. ونحن نعمل مع شركائنا في مجلس الأمن الدولي لحشد التأييد للحكومة الجديدة.
إن الحكومة العراقية بالتعاون مع الأمم المتحدة وبقية المجتمع الدولي ستقود العراق نحو إجراء انتخابات حرة ونزيهة في أوائل العام القادم. وهي الانتخابات التي ستمكن العراقيين من أن يكون لهم صوت ورأي في اختيار حكومتهم ومستقبل بلدهم.
وحينما يغادر السفير بريمر العراق في نهاية حزيران/يونيو فإنه لن يكون هناك من يحل محله. سيتم حل سلطة التحالف لمؤقتة وسيتم نقل السلطة، كل السلطة، إلى الحكومة العراقية. وسوف يؤسس السفير نيغروبونتي السفارة الأميركية التي ستعمل في إطار الشراكة مع الحكومة العراقية وتدفع عملية إعادة الإعمار الجارية هناك على قدم وساق.
إننا سنبقى في العراق حتى ننجز المهمة، ونحن ملتزمون بتحقيق النجاح. النجاح الذي سيتيح للعراقيين تقرير مصيرهم في مناخ آمن وسلمي. إن قتلة محمد باقر الحكيم وسيرغيو فييرا دي ميو وعز الدين سليم وغيرهم من الأبرياء سيخفقون في جهودهم الرامية لإعادة العراق إلى الاستبداد.
وفيما هيمن العراق على جانب كبير من تفكيرنا، فإننا نتواصل مع أصدقائنا العرب والإسرائيليين لإعطاء دفعة لعملية السلام في الشرق الأوسط. وإلى أن يحدث تحرك في هذه القضية ستظل عبئا على المنطقة على الدوام، وعبئا على قدرتنا وعلى قدرة زعماء المنطقة مما يعيق تحقيق أهدافنا المشتركة للرخاء والحرية.
إن الرئيس بوش ملتزم، بدون أي تغيير على الإطلاق، برؤياه التي طرحها في حزيران/يونيو 2002، عندما تحدث عن إقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب في سلام مع إسرائيل، كأصدقاء وكجيران، يعيشون في سلام مع بعضهما البعض إلى الأبد. لقد ألزم الرئيس بوش نفسه بهذا التعهد ونحن اتخذنا إجراءات لتحقيق ذلك.
إن رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون تقدم بفرصة متاحة تتمثل في إزالة المستوطنات من غزة وبدء إزالة المستوطنات من الضفة الغربية. وكانت هذه فرصة رأينا أنه يجب اغتنامها، لأننا رأينا للمرة الأولى إزالة المستوطنات بدلا من إضافة مستوطنات. وكل ما نفعله ونحن نتقدم إلى الأمام يجب أن يكون متسقا مع خارطة الطريق.
لقد التقيت برئيس الوزراء الفلسطيني قريع، ونريد أن نبين له أننا مستعدون للمساعدة.
وفي حواراتي مع الفلسطينيين، شجعتهم على أن يبدأوا التفكير من الآن في كيفية تحملهم المسؤولية عن غزة، وكيف سيعدون أنفسهم لعملية التحول القادمة. وكيف سيتمكنون من توفير الأمن. وما الذي سيفعلونه للقضاء على الإرهاب، وكيف يمكن للمجتمع الدولي أن يساعدهم، وكيف يمكن لأصدقائهم المصريين والأردنيين مساعدتهم.
إن الولايات المتحدة الأميركية تريد أن تكون شريكا وصديقا لكل دولة، ولكل شعب في هذه المنطقة من العالم. إن الولايات المتحدة تعتزم استكمال المهمة التي بدأتها في العراق. ونحن نعتزم مساعدة الشعب العراقي على بناء حكومته ومجتمعه الذي يستند على أساس من القانون، مجتمع يكون عضوا أبيا ومحترما في منطقة الشرق الأوسط وأسرة منطقة الخليج. ونحن لن نتراجع عن التزامنا بإيجاد حل لمشاكل الشرق الأوسط. لن نتوقف عن التعاون مع زملائنا الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل دفع تلك العملية إلى الأمام.
| |
الصفحة
الرئيسية |
الوثائق
الرسمية |
الميزانية
والمالية |
النصوص |
التصريحات
الصحفية
|