ل. بول بريمر الثالث
المدير الاداري
سلطة الائتلاف المؤقتة
تحول وزارة الثقافة – بغداد
4 أيار 2004
السيد الوزير, السيدة وكيلة الوزير, موظفي الوزارة , أصدقائي الأعزاء:
ان عودة وزارة الثقافة العراقية لأيد عراقية يشكل
معلمة أخرى في مسيرة العراق نحو السيادة والانتخابات والحكومة الديمقراطية
الدستورية.
ان هذه الوزارة لكونها مسؤولة عن آثار العراق التاريخية وعن آلاف المواقع الأثرية
هي الحارس الأمين لآلاف السنين من ثقافة العراق.
ان هذه المسؤولية جسيمة.
لا يمكن الحديث عن الثقافة في العراق بدون التذكير بأن هنا بدأت الحياة المتحضرة.
هذه هي البقعة الأولى التي استقرت فيها المجموعات المتنقلة، وحرثت المحاصيل
الزراعية وبدأت تتأمل في قضايا الوجود الانساني.
ان ما اتى به السكان الأولون لبلاد ما بين النهرين للعالم لم يكن سوى الحضارة نفسها.
لا يوجد هناك مكان مسكون في العالم ليس مدينا لما بدأ هنا في بلاد ما بين النهرين.
السيد الوزير, لقد قمتم وكادركم بعمل رائع في خدمة شعبكم في هذه الاوقات الصعبة.
خلال السنة الماضية, بدأتم بطباعة الكتب المدرسية لتلاميذ البلد مستعملين آلات
الطباعة الجديدة والمتطورة جداً.وبدأتم بترتيب مجموعات الكتب بالمكتبة الوطنية حتى
يتسنى للأجيال القادمة من الباحثين استعمال هذا المورد العظيم.لقد أحييتم من جديد
الفرقة السمفونية الوطنية التي جلبت للعراق اعترافاً عالمياً بفضل الحفل الموسيقي
في مركز كندي بواشنطن.
ان اشرافكم على المدرسة الابتدائية المتخصصة الوحيدة بالعراق وهي مدرسة الموسيقى
والبالية يؤكد أن الثقافة بالعراق لا تنحصر فقط في الدراسة والمحافظة على التاريخ
بل هي جزء حي من هذه الثقافة الديناميكية. وقد استمتعنا جميعا بالفوائد الحقيقية
لتلك المدرسة حيث استمعنا لهم اليوم.
السيد الوزير، لقد وضعتم معياراً للتعاون الدولي يصعب على وزارت اخرى الاتيان بمثله.
بتعاون مع المستشار الأقدم الحالي البروفسور جون راسل ومع المستشار الأقدم السابق
السفير أوزيو, نجحتم في توفير 4.5 مليون دولار من الاعتمادات المالية والتعاون
التقني من حكومات ايطاليا والولايات المتحدة وكذلك مليون دولار من اعتماد مالي خاص
من معهد بكارد للانسانيات.
وقمتم ايضاً بواجباتكم الادارية حيث اتمتم الخطط القصيرة و البعيدة المدى التي تضمن
فعالية وزارتكم الآن وللسنوات القادمة. بالاضافة وضعتم النظم المالية والبشرية ونظم
عمليات الجرد لتنفيذ تلك الخطط و استفدتم من ميزانية من الحكومة العراقية قوامها 10
مليون دولار لتحقيق تلك الأهداف.
السيد الوزير، بالرغم من أنكم الآن مسؤولون عن وزارتكم، تعلمون ان اصدقائكم
وزملائكم في التحالف على أتم الاستعداد لمساعدتكم الان وفي المستقبل خاصة في مجال
واحد. بالرغم من ان أهم التحف التي نهبت من المتحف الوطني تم استرجاعها, فان كافة
دول التحالف لازالت تراقب الصفقات والاسواق تعقباً لتلك القطع من الارث الوطني
العراقي التي لم تسترجع بعد .وسوف نتابع هذا المجهود.
السيد الوزير،ان البلاد في طريقها نحو الديمقراطية والاستقرار.في غضون الأسابيع
القليلة المقبلة ستكون لدينا حكومة مؤقتة. ومن المهام الأولى التحضير للانتخابات
الوطنية. هناك بدون شك, قوى معادية للديمقراطية تحاول عرقلة هذا. و لكن أريد أن
أطمئنكم أنهم لن ينجحوا.