الأمم المتحدة تعرب عن تفاؤلها حيال إمكانية
إجراء الانتخابات العراقية في مطلع 2005
(المستشارة في شؤون الانتخابات تلمس تشوقاً عارماً لدى العراقيين للاقتراع)
نيويورك، 4 أيار/مايو، 2004 -- صرحت رئيسة فريق الأمم المتحدة للمساعدة الانتخابية
في 3 أيار/مايو بان الإعداد لعملية الانتخابات بالعراق يسير بصورة تسبق الجدول
الزمني المقرر وان العراقيين في جميع انحاء البلاد تواقون لهذه الانتخابات.
وقالت المسؤولة، كارينا بيريللي، مديرة قسم المساعدة الانتخابية: "ما تبيّن لي هو
توق لا يصدق (من جانب العراقيين) للمشاركة في الانتخابات -- حتى أكثر من غالبية
عمليات الانتخابات التي عملت عليها -- من ناحية انهم يقولون انها طريقة لكي يكف
بقية العالم عن اتخاذ قرارات نيابة عنا، وطريقة لوقف قلة من صنع القرارات باسمنا
ودون استشارتنا."
وجاء في تصريح بيريللي في مؤتمر صحفي عقد لاطلاع المراسلين على وضع الانتخابات
المقررة أن هناك "اجماعا شاملا وقويا الى حد مفرط" الى جانب المضي قدما بالانتخابات.
وبدت بيريللي واثقة من أن الانتخابات المحلية والقومية سيمكن اجراؤها بحلول تاريخ
31/1/2005 كموعد مستهدف بالرغم من تدهور الوضع الأمني في جميع انحاء البلاد. وقالت
إن الخطوات التالية في العملية تتمثل في اختيار العراقيين لجنة انتخابية ووضع
اللمسات الأخيرة على نظم الاقتراع.
واضافت المسؤولة: "في الوقت الراهن نحن في وضع افضل من مجرد كوننا في المسار" لأن
مجلس الحكم العراقي قبل توصيات الأمم المتحدة بتشكيل مجلس مستقل لمفوضي الانتخابات،
كما رصد ما يكفي من الأموال لاجراء الانتخابات في مطلع العام القادم.
واشارت الى انها متشجعة لأن العملية سوف تستمر نتيجة لما شاهدته "في أعين العراقيين"
اثناء وجودها وفريقها في العراق طوال ثلاثة اسابيع في نيسان/إبريل.
وقالت انه بالحديث مع الناس العاديين، "ومع تنظيمات على مستوى القاعدة، ما لمسته هو
رغبة جامحة قوية والتزام بان تسمع اصواتهم للمرة الأولى وان تسمع بصورة مدوية."
واوضحت أن ما يتبقى في عملية الانتخابات هو الأساليب، ونحن "توجهنا الى هناك لهذا
السبب. اذ بامكاننا أن نوفر المعرفة عن الأساليب وما لا يمكننا أن نزوده للناس هو
الارادة السياسية كي يسيروا نحو الانتخابات. واعتقد أن هذا ما شاهدته في أعين
العراقيين."
وقد قدرت الأمم المتحدة بأن الانتخابات ستقتضي تحضيرات فنية متينة على مدى 8 اشهر
بعد استكمال الاطار التنظيمي للانتخابات. ويتعين الانتهاء من الاطار المذكور يوم
31/5 الجاري كي يمكن الاعداد لانتخابات شهر كانون الثاني/يناير القادم. في غضون ذلك،
يعكف مبعوث الأمم المتحدة الأخضر الابراهيمي على المساعدة في تشكيل حكومة مؤقتة
تقوم بحكم العراق خلال الفترة من نهاية عهد سلطة الائتلاف المؤقتة يوم 30/6 حتى
موعد الانتخابات في مطلع 2005.
ويذكر أن المرحلة الأولى من عملية الانتخابات جارية على قدم وساق. اذ تعكف سلطة
الائتلاف والأمم المتحدة على تصميم نموذج اقتراع يتضمن خانات لترشيح سبعة مفوضي
انتخابات ورئيس للجنة الانتخاب. وسيراجع مسؤولو الأمم المتحدة الترشيحات وسيختزلون
قائمة المرشحين الى 20 وستجرى مقابلات مع المرشحين العشرين وسيختارون من قبل ثلاثة
خبراء انتخابات دوليين لم يتم تعيينهم حتى الآن.
وقالت بيريللي إن ما يعتبر "هاما وحاسما" هو أن ينظر الى العملية والمفوضين على
انهم غير متحيزين وغير حزبيين والا يكونوا جزءا من أي نظام (سياسي) سابق. ولن يكون
بمقدور المفوضين أن يتدخلوا في الانتخابات لصالح مرشح أو آخر، أو الانضمام الى أي
حزب سياسي اثناء وجودهم في مناصبهم.
واضافت بيريللي: "اننا نعمل من أجل تشكيل لجنة انتخابية مستقلة تماما ذات صلاحيات
تنحصر بالانتخابات والتي سيمكن استئناف الحكم أو الطعن بقراراتها فقط في اعلى هيئة
قضائية في البلاد، وهي لجنة ستستمتع باستقلال تام عن السلطات السياسية والسلطات
التنفيذية—وستكون قادرة على ادارة شؤون ميزانيتها المالية الخاصة."
واشارت الى استطلاع بيّن أن نسبة 3 في المئة فقط من السكان تؤيد مفهوم الأحزاب
السياسية، فقالت إن "شعور السكان المناهض للأحزاب السياسية حاد الى ابعد حد. ومن
الأمور التي سمعناها في غالبية احاديثنا كان استصراخ الناس من اجل مزيد من المشاركة
في عملية اتخاذ القرارات ومزيد من تعاطيهم (بالعملية السياسية)."
واستطردت بيريللي قائلة: "بالنسبة لنا، الشيء الأهم هو أن يعي الشعب العراقي أن
اختبار هذه العملية المرهقة جدا يتعلق بحقيقة اننا لا نريد أن تكون لدى الهيئة
المستحدثة اية سلطة متحيزة، لأن هؤلاء المفوضين سيديرون دفة العملية الانتخابية
لفترة عامين تقريبا وسيكونون المنفذين...لشرعية عملية (الانتخاب) وقانونيتها."
واشارت بيريللي الى انه في هذه المرحلة من العسير تقدير كيف سيكون وضع الأمن والى
أي مدى سيؤثر هذا على العملية السياسية. وفي الانتخابات تكون عمليتها بنفس أهمية
نتيجتها" بحيث من الأهمية بمكان أن يشعر الناس بأن مصالحهم ستؤخذ في عين الاعتبار.
وهذه الحقيقة بحد ذاتها يمكن أن تؤثر على الوضع الأمني.
وجاء في تصريحاتها للصحفيين، "... ما سيكون على المحك هو ما اذا ستحسم الانتخابات
بواسطة أوراق الاقتراع أو بالرصاص. وستكون من مسؤولية المواطنين العراقيين أن
يستنفروا للدفاع عن انتخاباتهم اذا شعروا أن هناك ما يكفي من الضمانات كي تكون
عملية الانتخاب هذه ملكا لهم."
وقالت: "في الاساس، وفي نهاية الأمر يتوقف الأمن على مدى رسوخ قناعة الناخبين
والمتنافسين في العملية." ورغم ذلك، اذا تصاعدت حدة العنف أو اذا جرى إكراه
المرشحين فان الأمم المتحدة ستحجم عن المشاركة في ادارة الانتخابات وستشير على
مؤسسات أخرى بالامتناع، على حدّ قول بيريللي، التي اضافت: "سيعود للجنة الانتخابات
العراقية أن تقرر ما اذا كانت الظروف كافية الى حد يسمح باجراء الانتخابات."
وقالت بيريللي: "انا لا أرى أن الانتخابات هي رصاصات سحرية ستقضي على كل العيوب.
ولهذا اننا لن نمضي قدما بالانتخابات اذا لمسنا انها عملية جوفاء. فهذا لن يكون لا
في مصلحة العراق ولا الأمم المتحدة."
"لكن" حسب قول بيريللي، "حتى بمعزل عن المشاكل الأمنية فان العملية لن تكون عملية
سهلة. وفي كانون الثاني/يناير 2005، ستجرى ثلاثة انتخابات -- لأعضاء المجالس
الاقليمية (المحافظات) ولأعضاء الجمعية الوطنية لكردستان، ولأعضاء الجمعية الوطنية
العراقية. وبالنسبة لأية هيئة انتخابية فان اجراء ثلاثة انتخابات في وقت واحد "سيكون
ام الصداعات".
وأفادت أن الأمم المتحدة ستوفر "مساعدات فنية مكثفة" حول أساليب الانتخاب "وسندرب
المفوضين حول سبل اتخاذ قرارات وادارة حملات إستعلامات حول الانتخابات."
ثم خلصت مسؤولة الأمم المتحدة إلى القول إن المنظمة الدولية لن تراقب الانتخابات "بأية
طريقة أو شكل أو صورة مهما تكن، بل إننا سنقوم بعمل الهيئة الرائدة في المساعدات
الفنية... وسيكون من غير اللائق من جانبنا أن نحكم على حسن طريقة عملنا. فهذا الحكم
يجب أن يأتي من وكالات أو منظمات دولية أخرى."
(تصدر نشرة واشنطن عن مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأميركية،
وعنوانه على شبكة الويب:
http://usinfo.state.gov)
* اشترك بنشرة واشنطن العربية لتصلك يومياً على عنوان بريدك الإلكتروني، عند حوالى
الساعة الخامسة بتوقيت غرينيتش. للاشتراك، إضغط على العنوان التالي،
http://usinfo.state.gov/arabic/wfsub.htm واتبع الارشادات.
من جودي آييتا، مراسلة نشرة واشنطن في مقر الأمم
المتحدة