بوش: لن نخذل العراقيين
الذين وضعوا ثقتهم فينا
(نص خطابه في الذكرى الأولى لعملية تحرير العراق، 19 آذار/مارس)
واشنطن، 19 آذار/مارس – ألقى الرئيس جورج بوش خطابا شاملا اليوم
في البيت الأبيض حضره ممثلون عن 84 من الدول التي ساهمت قواتها في تحرير أفغانستان
أو العراق أو تقوم بتقديم العون والمساعدة لاعادة بناء البلدين. وأعاد الرئيس بوش
في خطابه التأكيد على أن تحرير كل من أفغانستان والعراق يخدم قضية الحرية في العالم
أجمع، فضلا عن تحرير سكان البلدين من نير الطغيان والتسلط اللذين كان نظاما طالبان
وصدام حسين يمارسانهما على شعبي هذين البلدين.
وقال بوش، متحدثا عن العمليات التي تستهدف قوات التحالف والعراقيين الأبرياء
والمدنيين الأجانب بالقتل في العراق، إن "الإرهابيين يحاولون اختبار عزيمتنا. لكن
بدلا من الضعف هم يجدون العزم والتصميم." وقال بوش متعهدا: "إننا لن نسلم العراق
للإرهابيين الذين يعتزمون تدميرنا. ولن نخذل الشعب العراقي الذي وضع ثقته فينا.
ومهما استلزم الأمر، فإننا سنحارب وسنعمل على تأكيد النجاح في العراق."
وفي توجيهه الشكر للدول التي تكبدت تضحيات في كل من العراق وأفغانستان، قال بوش إنه
كان بين الجنود الذين سقطوا مدنيون هم أبناء وبنات استراليا وبلغاريا وكندا
والدنمارك وأستونيا وفرنسا وألمانيا والهند وإيطاليا واليابان والجمهورية الكورية
وهولندا وبولندا ورومانيا وأسبانيا وسويسرا وتايلاند وتركيا وأوكرانيا وأوزبكستان
والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. وقال: "إننا نجل شجاعتهم، وندعو لأسرهم
بالسلوى والعزاء. وسنظل ندعم القضية التي خدموها."
وفي دفاعه عن قرار الحرب في العراق والخلافات التي سبقت ذلك على الصعيد الدولي، قال
الرئيس الأميركي: "لقد كانت خلافات حول هذا الموضوع بين الأصدقاء القدامى الذين
نقدرهم. لكن تلك الاختلافات باتت جزءا من الماضي، فكلنا الآن متفقون على أن سقوط
الدكتاتور العراقي قد أزال مصدرا من مصادر العنف والعدوان وعدم الاستقرار في الشرق
الأوسط." وأضاف بوش: "إنه لأمر حسن أن مطالب الأمم المتحدة تم تطبيقها ولم يتم
تجاهلها دون إفلات من العقاب. وإنه لأمر حسن أن السنوات الطويلة التي كان يطور
الدكتاتور خلالها أسلحة محظورة قد انتهت. وإنه لأمر حسن أن الشعب العراقي يتلقي
الآن المساعدة بعد أن كان يعاني في ظل العقوبات. وإنه لأمر حسن أن الرجال والنساء
في جميع أرجاء الشرق الأوسط وهم ينظرون إلى العراق يرون الآن ما يمكن أن يكون عليه
شكل الحياة في بلد حر."
في ما يلي النص الكامل للرئيس بوش:
(بداية النص)
أسعدتم صباحا وشكرا لمجيئكم. يسعدني ولورا أن نرحب بكم جميعا في البيت الابيض. حضرة
الوزير، شكرا لحضورك. ان اعضاء مجلس الأمن القومي وأعضاء حكومتي وافرادا من قواتنا
المسلحة وأعضاء من الكونغرس موجودون هنا. شكرا لقدومكم. سيداتي سادتي أود أن أخص
بالشكر أعضاء السلك الدبلوماسي الموجودين هنا. شكرا حضرة السفراء لقدومكم اليوم.
اننا نمثل 84 دولة متحدة في مواجهة خطر مشترك ويجمع بينها هدف مشترك. اننا بلدان
خبرت تهديد الإرهاب ونحن الدول التي ستهزم هذا التهديد. وكل منا تعهد امام العالم
بما يلي: اننا لن نركع أبدا امام العنف الذي ترتكبه القلة. وسنواجه هذا الخطر
الفتاك وسنتغلب عليه سوية.
وفي الوقت الذي نلتقي فيه هنا، لا يزال العنف والقتل الذي يرتكبه الارهابيون حيا في
ذاكرتنا. فالشعب الاسباني يدفنون موتاهم من الأبرياء. وهؤلاء الرجال والنساء
والأطفال (الموتى) بدأوا يومهم في مدينة عظيمة ومسالمة لكنهم فقدوا أرواحهم في
ميدان معركة. اذ قتلوا بصورة عشوائية ومن دون أي مشاعر تنم عن اي ندم. وشاهد
الأميركيون الفوضى والتكدر والتظاهرات الصامتة بالشموع والمآتم وتشاطرنا مع الشعب
الاسباني أساه. حضرة السفير (الإسباني) روبيريز: نرجو أن تتقبلوا عميق مواساتنا
وتعاطفنا مع الخسارة الفادحة التي تكبدتها بلادكم.
ان عملية القتل في مدريد ما هي الا تذكير بأن العالم المتحضر يعيش حالة حرب. وفي
هذا النوع الجديد من الحرب، يجد المدنيون أنفسهم فجأة في الخطوط الأمامية. وفي
السنوات الأخيرة وجه الإرهابيون ضرباتهم: فمن أسبانيا الى روسيا إلى إسرائيل وشرقي
افريقيا والمغرب والفيليبين فأميركا. وهم استهدفوا دولا عربية كذلك كالعربية
السعودية والأردن واليمن، وهاجموا مسلمين في اندونيسيا وتركيا وباكستان والعراق
وأفغانستان. ولم تستثن حملة الإرهابيين من العنف اي بلد او منطقة.
إن كلا من هذه الاعتداءات على الأبرياء تشكل صدمة ومأساة واختبارا لإرادتنا. وكل
هجوم يرمي الى تثبيط معنويات شعبنا والتفريق بيننا. وكل من هذه الهجمات يجب الرد
عليها لا بالأسى فقط بل بالعزيمة الأقوى، والتصميم الأعمق والإجراءات الأكثر جسارة
ضد القتلة. ومن مصلحة كل بلد بل واجب كل حكومة ان تحارب هذا التهديد الموجه لشعبنا
وان تقضي عليه.
إن ثمة خطا فاصلا في عالمنا هذا، ولكنه خط لا بين الأمم ولا بين الأديان او
الثقافات، بل هو خط يفصل بين رؤيين للعدالة وقيمة الحياة. ففي شريط تبنى فيه رجل
المسؤولية عن الفظائع في مدريد سمع يقول: "اننا نختار الموت في حين تختارون أنتم
الحياة." ونحن لا نعرف ما اذا كان هذا الصوت صوت القتلة الفعليين لكننا نعلم أكيدا
انه يعبر عما يؤمن به العدو. انها ذهنية تبتهج بالانتحار وتحرض على القتل وتحتفي
بكل وفاة نحزن عليها. ونحن الذين نقف على الجانب الآخر من الخط علينا أن ان نكون
واضحين ومتيقنين من قناعاتنا بشكل مساو. فنحن نعشق الحياة -- الحياة التي منحنت لنا
وللجميع. ونحن نؤمن بالقيم التي تساند كرامة الحياة والتسامح والحرية وحق الضمير.
ونحن نعلم ان طريقة الحياة هذه جديرة بالدفاع عنها. ولا يوجد حياد في القتال بين
الحضارة والإرهاب، لأنه لا توجد منطقة عازلة بين الشر والخير، وبين الحرية
والعبودية، وبين الحياة والموت.
والحرب على الإرهاب ليست تعبيرا مجازيا. اذ انه نداء لا مفر منه لجيلنا.
فالارهابيون تضايقهم لا سياستنا فحسب بل انهم ينزعجون كذلك من وجودنا كبلدان حرة.
ولا يمكن لتنازل ان يسترضي حقدهم ولا يمكن لأي تنازل ان يلبي مطالبهم التي لا نهاية
لها. ومطامعهم النهائية تتمثل في السيطرة على شعوب الشرق الأوسط وابتزاز بقية
العالم بأسلحة الرعب الجماعي. ولا يمكن ان يقوم سلام منفصل مع عدو إرهابي. واية
علامة على الوهن او التراجع انما تشرّع العنف الإرهابي وهي دعوة اخرى للعنف.
والطريقة الأكيدة الوحيدة لحماية شعبنا هي من خلال اجراء مبكر وحاسم وموحد.
وفي حرب الإرادة هذه لا تستطيع كل بلد أن تنضم لكل مهمة او ان تشارك بنفس الطريقة.
لكن، كل دولة تقوم باسهام حيوي وأميركا تفخر بأن تتكاتف معكم وانتم تتابعون
استراتيجية عريضة في الحرب على الإرهاب.
ونحن نسخّر كل أداة مالية واستخباراتية وكل اداة لتنفيذ القوانين والقوة العسكرية
للقضاء على شبكات الإرهاب ولحرمانها من الملاذات وللعثور على قياداتها. وعلى مدى
الأعوام الثلاثة الماضية قمنا بتجميد او وضع اليد على ارصدة شبكات ارهابية قيمتها
زهاء 200 مليون دولار. كما ألقينا القبض على – او قتلنا – حوالي ثلثي زعماء القاعدة
المعروفين، هذا الى جانب العديد من شركائهم في بلدان مثل الولايات المتحدة والمانيا
وباكستان والعربية السعودية وتايلند. كما اننا ننقل المعركة الى حلفاء القاعدة مثل
تنظيم أنصار الإسلام في العراق، والجماعة الإسلامية في إندونيسيا وجنوب شرق آسيا.
وتحالفنا يبعث رسالة لا لبس فيها الى الإرهابيين بمن فيهم اولئك الذين قاموا
بضربتهم في مدريد، وهي: هؤلاء القتلة سوف يتم تعقبهم وسيتم العثور عليهم وسيواجهون
يومهم امام العدالة.
كما ان تحالفنا يتخذ اجراء عاجلا لوقف انتقال اسلحة ومواد فتاكة. فقد انضمت
الولايات المتحدة، واستراليا، وفرنسا، والمانيا، وايطاليا، واليابان، وهولندا،
وبولندا، والبرتغال، وإسبانبا، والممكلة المتحدة، وكندا، وسنغافورة والنرويج الى "مبادرة
الأمن الخاص بالانتشار" وجميع هذه الدول تستهدف التوحد لاعتراض سبيل المواد القاتلة
التي تنقل جوا او بحرا او برا. كما ان العديد من الحكومات يتعاون في فضح وتفكيك
شبكة عبد القادر خان التي باعت اسرارا نووية الى ليبيا وايران وكوريا الشمالية. ومن
خلال كل هذه الجهود انننا عازمون على الحؤول دون وقوع تكنولوجيات كارثية في ايدي
القلة المريرة.
ويجابه تحالفنا كذلك تشكيلة خطرة من الدول الخارجة عن القانون وجماعات إرهابية
وأسلحة دمار شامل. فعلى مدى سنوات، جعلت طالبان من أفغانستان وطنا لتنظيم لقاعدة
وهكذا اعطينا طالبان الخيار: اما التخلي الى الأبد عن دعمها للإرهاب او مواجهة
تدمير نظام حكمها. ولأن طالبان اختارت التحدي تصرف تحالفنا لازالة هذا التهديد.
والآن تم اغلاق معسكرات الإرهاب وتتمثل حكومة افغانستان الحرة هذا اليوم كشريك فعال
في الحرب على الإرهاب.
وشعب أفغانستان صار بعيدا كل البعد عن كابوس طالبان. وتبنى شعب أفغانستان دستورا
جديدا يكفل انتخابات حرة ومشاركة النساء الكاملة. وبدات الأعمال التجارية بفتح
ابوابها فيما يجري تأسيس مراكز رعاية صحية وعاد اطفال افغانستان – من بنين وبنات --
الى المدارس.
وهذا التقدم هو اجلال للشعب الأفغاني الباسل ولجهود بلدان كثيرة. اما حلف ناتو –
بما يضم من قوات من كندا وفرنسا والمانيا وغيرها – فيقود المجهود لتوفير الأمن فيما
ساعدت العربية السعودية واليابان في استكمال بناء الطريق السريع الذي يربط كابول
بقندهار وهو طريق يعمل على تعزيز التجارة وتوحيد البلاد. وتعمل ايطاليا مع الأفغان
لاصلاح نظامهم القضائي وتعزيز استقلال جهازهم القضائي. قبل ثلاث سنوات، كان الشعب
الأفغاني عرضة للقمع والعزل عن العالم من قبل نظام ارهابي. اما اليوم، فان لهذه
البلاد حكومة ديمقراطية والعديد من الحلفاء – وجميعنا فخورون بان نكون أصدقاء للشعب
الافغاني.
وكثير من البلدان المتمثلة هنا اليوم قدمت إسهاما لتحرير الشعب العراقي. فقبل عام
دخلت قوات عسكرية لتحالف متين العراق لتنفيذ مطالب الأمم المتحدة والدفاع عن أمننا
وتحرير ذلك البلد من حكم طاغية. وبالنسبة للعراق كان هذا يوم خلاص. وبالنسبة لبلدان
تحالفنا كانت لحظة انقلبت فيها سنوات من المطالبات والتعهدات الى اجراء حاسم.
واليوم، مع انضمام العراقيين الى الشعوب الحرة للعالم، نسجل منعطفا في الشرق الأوسط
وتقدما حاسما لحرية الانسان.
لقد كانت خلافات حول هذا الموضوع بين الأصدقاء القدامى الذين نقدرهم. لكن تلك
الاختلافات باتت جزءا من الماضي، فكلنا الآن متفقون على أن سقوط الدكتاتور العراقي
قد أزال مصدرا من مصادر العنف والعدوان وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط. وإنه لأمر
حسن أن مطالب الأمم المتحدة تم تطبيقها ولم يتم تجاهلها دون إفلات من العقاب. وإنه
لأمر حسن أن السنوات الطويلة التي كان يطور الدكتاتور خلالها أسلحة محظورة قد انتهت.
وإنه لأمر حسن أن الشعب العراقي يتلقي الآن المساعدة بعد أن كان يعاني في ظل
العقوبات. وإنه لأمر حسن أن الرجال والنساء في جميع أرجاء الشرق الأوسط وهم ينظرون
إلى العراق يرون الآن ما يمكن أن يكون عليه شكل الحياة في بلد حر.
ما زالت هناك عصابات عنف وقتلة في العراق، ونحن نتصدى لهم. لكن لا يستطيع أحد القول
إن الشعب العراقي كان حاله أفضل مع العصابات والقتلة الذين كانوا يشغلون القصور. من
يمكن أن يفضل بقاء غرف التعذيب التي كانت لدى صدام مفتوحة؟ من يمكن أن يتمنى
استمرار حفر وملء مزيد من المقابر الجماعية؟ من كان يمكن أن يضن على الشعب العراقي
بحريته التي طال انتظارها؟ وبعد عام من وصول جيوش التحرير، يستطيع كل جندي قاتل
هناك، وكل عامل خدم في مجال تقديم المساعدات، وكل عراقي شارك في الدفاع عن بلده، كل
منهم يستطيع أن ينظر في فخر إلى الإنجاز التاريخي الشجاع. لقد خدموا قضية الحرية
وهذا يعتبر امتيازا.
واليوم في العراق، تقوم الفرقة التي تتولى بريطانيا قيادتها بحماية أمن مدينة
البصرة. وبولندا تواصل قيادة فرقة متعددة الجنسيات في المنطقة الوسطى من جنوب
العراق. واليابان وكوريا الجنوبية أعلنتا تعهدات تاريخية للقوات للمساهمة في إحلال
السلام بالعراق. والقوات الخاصة من السلفادور ومقدونيا ودول أخرى تساعد في العثور
على البعثيين والإرهابيين القتلة ودحرهم. والمهندسون الحربيون من كازاخستان قاموا
بإزالة أكثر من نصف مليون من الذخائر المتفجرة في العراق. وتركيا تساعد في إعادة
إمداد قوات التحالف. كل هذه الدول ودول كثيرة غيرها تقوم بواجباتها تجاه الشعب
العراقي.
وبغض النظر عن آرائها السابقة، فإن كل دولة الآن لها مصلحة في أن يكون العراق حرا
وناجحا ومستقرا. والإرهابيون يدركون أن مصلحتهم الخاصة هي في مصير هذه الدولة.
وبالنسبة لهم فإن العلاقة بين مستقبل العراق ومسيرة الحرب على الإرهاب واضحة جدا.
إنهم يدركون أن وجود عراق حر سيكون نكسة مدمرة لطموحاتهم الاستبدادية في الشرق
الأوسط. وهم قد وضعوا إفشال الديمقراطية في العراق في مقدمة أهدافهم.
وبالهجوم على قوات التحالف – واستهداف العراقيين الأبرياء والمدنيين الأجانب بالقتل
يحاول الإرهابيون إضعاف عزيمتنا. لكن بدلا من الضعف هم يجدون العزم والتصميم. وقبل
وقت قصير اعترضنا وثيقة لمخطط كان مرسلا إلى زعماء القاعدة من أحد زملائهم، رجل
يدعى الزرقاوي. وإلى جانب التهديدات المعتادة كانت له شكوى قال فيها الزرقاوي: "إن
عدونا يزداد قوة والمعلومات الاستخبارية التي لديه تزداد يوما بعد يوم – هذا اختناق."
لقد تبلغ الزرقاوي الرسالة. فإننا لن نسلم العراق للإرهابيين الذين يعتزمون تدميرنا.
ولن نخذل الشعب العراقي الذي وضع ثقته فينا. ومهما استلزم الأمر، فإننا سنحارب
وسنعمل على تأكيد النجاح في العراق.
وهناك دول عديدة قدمت تضحيات في كل من العراق وأفغانستان. وكان بين الجنود الذين
سقطوا مدنيون هم أبناء وبنات استراليا وبلغاريا وكندا والدنمارك وأستونيا وفرنسا
وألمانيا والهند وإيطاليا واليابان والجمهورية الكورية وهولندا وبولندا ورومانيا
وأسبانيا وسويسرا وتايلاند وتركيا وأوكرانيا وأوزبكستان والمملكة المتحدة والولايات
المتحدة. إننا نجل شجاعتهم، وندعو لأسرهم بالسلوى والعزاء. وسنظل ندعم القضية التي
خدموها.
إن بزوغ المؤسسات الديمقراطية في أفغانستان والعراق هو خطوة عظيمة في اتجاه هدف له
أهمية مستديمة بالنسبة للعالم. لقد شرعنا في تشجيع الإصلاحات والديمقراطية في الشرق
الأوسط الكبير كبديل للتعصب والغضب والإرهاب. ولقد شرعنا في كسر حلقة المرارة
والتشدد التي أصابت منطقة حيوية بالركود، وجلبت الدمار إلى مدن في أميركا وأوروبا
وحول العالم. هذه المهمة مهمة تاريخية وصعبة؛ إنها مهمة ضرورية وتستحق ما نبذله في
سبيلها من جهد.
في السبعينات من القرن العشرين أدى تقدم الديمقراطية في لشبونة ومدريد إلى إثارة
تغييرات ديمقراطية في أميركا اللاتينية. وفي الثمانينات أشعل نموذج بولندا جذوة
الحرية في جميع أرجاء أوروبا الشرقية. وبوجود العراق وأفعانستان هاديا على الطريق
نحن واثقون من أن الحرية ستعزز آفاق وآمال الملايين في الشرق الأوسط الكبير.
كان هناك دبلوماسي ياباني يسمى كاتشوهيكو أوكو من المؤمنين بقضيتنا. وكان يعمل في
سلطة التحالف المؤقتة بالعراق. لقد قُتل السيد أوكو حينما تعرضت سيارته لهجوم. وفي
مذكراته وصف فخره بالقضية التي انضم إليها. فكتب يقول: "إن شعب العراق الحر يحقق
الآن تقدما ثابتا في إعادة بناء بلده – وفي الوقت نفسه يحارب التهديد الإرهابي.
ينبغي أن تتشابك أيدينا مع الشعب العراقي في جهوده الرامية إلى الحيلولة دون سقوط
العراق في أيدي الإرهابيين." وخلص هذا الرجل المهذب إلى القول: "إن هذه هي حربنا
أيضا للدفاع عن الحرية."
أيها السيدات والسادة، هذا الرجل الياباني الطيب كان على صواب. إن معركتنا هي من
أجل إقامة عراق حر. وإن معركتنا هي من أجل تحقيق النجاح في إقامة أفغانستان حرة.
وإن معركتنا هي الحرب على الإرهاب. إننا جميعا مدعوون لتقاسم نعمة الحرية، وإلى أن
نكون أقوياء وصامدين في الدفاع عن الحرية. ومن المؤكد أنه سوف يقال عن زماننا إننا
عشنا في ظل تحديات كبيرة. لكن ليقال أيضا عن زماننا أننا أدركنا واجباتنا وأديناها
على أكمل وجه.
فليبارك الله جهودنا.
(نهاية النص)
(تصدر نشرة واشنطن عن مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأميركية،
وعنوانه على شبكة الويب:
http://usinfo.state.gov)
* اشترك بنشرة واشنطن العربية لتصلك يومياً على عنوان بريدك
الإلكتروني، عند حوالى الساعة الخامسة بتوقيت غرينيتش. للاشتراك، اضغط على العنوان
التالي،
http://usinfo.state.gov/arabic/wfsub.htm واتبع الارشادات .
****
|