الولايات المتحدة تبدأ البث التلفزيوني الفضائي
باللغة العربية
محطة الحرة تهدف إلى "النقل الدقيق" و "الحوار الحر المفتوح"
واشنطن، 14 شباط/فبراير – ستبدأ (اليوم السبت) 14 شباط/فبراير محطة الحرة الفضائية
بثها للأخبار والبرامج الإعلامية الموجهة إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
إذ من المقرر أن تبدأ المحطة أول أيام إذاعتها في الساعة العاشرة صباحا بتوقيت شرق
الولايات المتحدة. وستوسع جدولها تدريجيا خلال الشهر الأول من عملها بحيث يصل إلى
مرحلة الخدمة على مدار الساعة بحلول 14 آذار/مارس.
وبمناسبة البداية منح الرئيس بوش صحفيي الحرة مقابلة خاصة. وستذاع مقتطفات من هذه
المقابلة يوم 14 شباط/فبراير، ثم تذاع المقابلة بكاملها في 15 شباط/فبراير.
وكان رئيس مجلس محافظي الإذاعة كنيث توملينسون قد أعلن في شهادة له أمام الكونغرس
في 10 شباط/فبراير قوله "إننا سنتحدى أصوات الكراهية والقمع بالحقيقة وأصوات
التسامح والاعتدال. وسيستمع الناس إلى بحث حر منفتح ليس حول مجرد الصراع في الشرق
الأوسط، بل وحول مواضيع حساسة بالنسبة لمستقبل المنطقة. إننا سنتحدث عن التنمية
الاقتصادية والحقوق الإنسانية واحترام الأقليات."
وقد تلقى مجلس محافظي الإذاعة، وهو شركة مستقلة تمولها حكومة الولايات المتحدة،
مبلغ 62 مليون دولار كمخصصات من االكونغرس لتمويل تأسيس وتغطية تكاليف السنة الأولي
من عمل شبكة الحرة.
وكان مشروع الحرة قد استقبل بالشك من معظم صحافة الشرق الأوسط حيث يقول كثير من
الناقدين إن المحطة ستعتبر جهازا للدعاية الحكومية.
وقال توملينسون ردا على هذه الشكوك "إن أهمية منافستنا في الشرق الأوسط هي التزامنا
بالحوار الصادق الحر المنفتح، وسنقف كمنارة مضيئة في سوق إعلامية تسيطر عليها
الإثارة والتشويه."
وشدد توملينسون على أهمية مجلس محافظي الإذاعة الذي يضم مهنيين من ختلف مجالات
الاتصال بما فيها الصحافة المطبوعة والإذاعة من حيث كونه بمثابة جدار نار حام بين
مؤسسة صنع السياسة والصحفيين.
وأعرب رئيس مجلس محافظي الإذاعة عن احترامه للمتحدثين باسم الحكومة الذين يعبرون عن
السياسة الرسمية، لكنه قال "إن الإذاعة الدولية مدعوة من جهة أخرى إلى التعبير عن
أرقى مستويات الاستقلال الصحفي كأفضل وسيلة لإبلاغ الجماهر الدولية بأن الحقيقة هي
في جانب القيم الديمقراطية."
وأشار بشكل خاص إلى المعايير الصحفية المهنية الموضوعية التي التزمت بها إذاعات صوت
أميركا وراديو أوروبا الحرة خلال تحقيقات ووترغيت في عام 1972 كمثال على الكيفية
التي يمكن، وينبغي، أن تعمل بموجبها المؤسسة الصحفية الحرة، بغض النظر عن كونها
ممولة من الدولة.
وقال "لقد استمعت على مر السنين إلى الكثيرين من دول ما بعد الشيوعية يقولون كيف أن
الإذاعات ساعدتهم على فهم المعنى الحقيقي للحرية والديمقراطية."
ومضى توملينسون إلى القول إن على الولايات المتحدة "أن تتصل بالآخرين في العالم
الإسلامي وما وراءه حيث ضللتهم معلوماتهم وماتزال تضللهم حتى اليوم حول الولايات
المتحدة والديمقراطية."
وقال إن الحرة تستطيع أن تقدم من خلال عملها "معلومات دقيقة هم بحاجة إليها
للمقارنة بين نظمهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبين تلك القائمة بنجاح في
أماكن أخرى من العالم. وإذا استطاعوا أن يقيموا قيادتهم بشكل دقيق، وإذا استطاعوا
التمييز بين الحقيقة ودعاية أعدائنا، فإن الناس سيملكون عندئذ الأدوات التي تؤدي
إلى التغيير."
وكان رئيس لجنة الشرق الأوسط المنبثقة عن مجلس محافظي الإذاعة نورمان باتيس قد أعلن
في بيان صحفي في 12 شباط/فبراير أن "الحرة ستعرض للمشاهدين في الشرق الأوسط وجهات
نظر جديدة نعتقد أن من شأنها أن تخلق مزيدا من التفهم الثقافي والاحترام."
وأضاف أن "من العناصر الهامة في مهمتنا أن نكون نموذجا لحرية الصحافة في التقليد
الأميركي. فقد حشدنا مجموعة من الصحفيين الأكفاء من المنطقة لكي نقدم الأخبار
والمعلومات من النوع الذي يكون له صدى لدى جمهور مشاهدينا ويمكنهم من اتخاذ قرارت
قائمة على المعرفة."
وكان توملينسون قد ألقى نظرة أكثر تعمقا في هذا المجال في مقابلة مع نشرة واشنطن
وأشار إلى أن هناك عددا من قضايا الشرق الأوسط التي لا تتناولها الأخبار. وقال إنه
في الوقت الذي ستغطي فيه الحرة كل القضايا اليومية الرئيسية، فإنها ستتناول أيضا "العدد
الكبير من القصص التي يهتم بها الناس."
وأكد التزام المحطة بالإطار الحواري المنصف المتوازن قائلا إنه، على سبيل المثال، "يمكن
إجراء حوار بين شخصية إسلامية متطرفة ومسلم معتدل، وترك المجال للناس لتكوين رأيهم
الخاص."
وقال توملينسون إن الحرة ستعرض في مجال "المنافسة الحقيقية" في السوق الإعلامية في
الشرق الأوسط "الدقة..في الأخبار والأحداث الآنية بشكل قوي ومثير للاهتمام وذي مغزى
بالنسبة لاحتياجات الناس."
وستشمل برامج البث الرئيسي، طبقا لبيان مجلس محافظي الإذاعة الصحفي، نشرتين
إخباريتين مدة كل منهما ساعة كاملة، وبرنامجا حواريا ليليا بعنوان "الساعة الحرة"
وترجمات عربية للبرامج الوثائقية والإعلامية التي يتم إنتاجها حول العالم.
وستضم الإذاعات اليومية برامج نقاشية ومجلات للأحداث الجارية وتقارير حول عدد من
المواضيع المتنوعة، بما فيها الصحة، واللياقة البدنية، والتسلية، والرياضة،
والأزياء، والعلوم، والتكنولوجيا.
وستعلن جداول البث الرئيس على موقع الويب للمحطة www.alhurra.com والموقع في الوقت
الحاضر عبارة عن مجرد صفحة إعلامية. لكن المسؤولين في مجلس محافظي الإذاعة ينوون
تطوير الموقع إلى صفحة تفاعلية في الوقت الذي تبدأ فيه عمليات برامج المحطة ومهامها
في الاكتمال.
وستذيع الحرة برامجها عبر شبكتي عربسات والنيل الفضائيتين، كما سيتوفر بثها في
المستقبل عن طريق أنظمة البث الأرضي في العراق.
من ديفيد شيلبي
المحرر بنشرة واشنطن